«تجار القطارة» ؟!
في بلد يعيش فيه تجار الأزمات، هناك من "يتبرع" بقروش من طرف "الجيبة"، لتعويض ودعم من فقد كل شيء على مدار سنوات الحرب.
وفي بلد تحدث فيه جريمة هنا، وجريمة هناك، وحرائق متنقلة ضمن جغرافيته، لم تعد تلك القروش تُعبّر عن المثل القائل "الدراهم مراهم".
هناك غرفة تتبرع بقروش من طرف جيبتها، لأكثر من 140 ألف متضرراً من الحرائق، وبحسبة بسيطة يتضح أنّ مبلغ الـ 200 مليون ليرة التي جمعت، وبقسمته على عدد المتضررين لا يساوي جزءً يسيراً من حجم الخسائر للناس المتضررة، في حال وصل المبلغ لجيوب المتضررين!.
ربّما غاب عن ذهن أولئك كم الهجمات السعرية التي تعرّض ويتعرض لها ما يسمى "المواطن السوري" نتيجة "جشع" مافيا التجار في رفع أسعار منتجاتها، وفقاً لتقلبات السعر لحظةً بلحظة، والتي أفرغت جيوب الناس من "الفلوس".
ولكنهم اليوم يحاولون تعويض الناس "بتبرعاتهم" بعضاً مما أخذوه من جيوبهم. ثم من قال لهؤلاء التجار بإنّ الناس تحتاج للتبرعات، هل أصبح المتضررين في الساحل شحادين حتى يتبرعون لهم؟ هم ليسوا كذلك، بل إنهم متضررون، وهم بحاجة للتعويض، وليس للتبرع.
قد تكون هناك يد خفية تحكم السوق وتتحكم بأسعاره، وتحرق أرزاق الناس و جيوبهم الفارغة، لكنها ليست اليد الخفية التي تحدث عنها الاقتصادي "كينز"، ربّما هي يد "ذاك التاجر" ورفاقه الأخرين الذين يأخذون الكثير ويوزعون التبرعات بالقطارة.
ويبدو أن هؤلاء التجار والصناعيين الذين أطلقوا مبادرة "برداً وسلاماً سورية"، لدعم متضرري حرائق الساحل السوري – يبدو – أنهم ما زالوا بمنأى عن الحريق السوري المستمر منذ أكثر من 9 سنوات، كما نظرائهم وشركائهم في الحكومة.
من زاوية ثانية، حكومة التي تسير على مبدأ "اسعا يا عبدي لأسعا معك" ستحاول تعويض متضرري الحرائق، لكن بعد الكشف عن حجم الخسائر.
وربّما يكون التعويض بقروش كما تبرعات تجار وصناعيي الحكومة.
رغم كل ذلك، وكل ما يحدث، وكل الثروة التي حصلها أولئك التجار، على حساب الناس، هناك من يتحدث منهم عن تبرعات بـ 100 ألف ليرة، وبسيارة مشروبات غازية، وبسيارة سكر، لكَ عزيزي القارئ، تخيل سخاء وكرم "تجار حكومتك"، كما يحلو لكَ.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: