Saturday May 4, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

ذوو الإعاقة: واقعٌ صعب وجهودٌ للإصلاح

ذوو الإعاقة: واقعٌ صعب وجهودٌ للإصلاح

منطقتا آسيا الوسطى وشرق أوروبا نموذجاً

«عندما كنت طفلة ذهبت إلى مدرسة عادية، كان من الصعب جداً الدراسة مع الأطفال الذين يسمعون بشكل طبيعي، وفي النهاية خرجت من المدرسة بسبب الشعور بالخجل وبسبب بيئة التعلم الصعبة علي..» هذه شهادة "نارجول" من جمهورية تركمنستان، وهي إحدى الفتيات اللاتي يعانين من إعاقة سمعية، لكن "نارجول" ليست سوى واحدة من حوالي 16.5 مليون شخصٍ يعانون من إعاقات مختلفة في منطقة شرق أوروبا وآسيا الوسطى، ممن يسعون اليوم جاهدين من أجل الحصول على حياةٍ أكثرَ راحةٍ وكرامة.

إذ لا يزال الأشخاص ذوو الإعاقة من بين أكثر الفئات تهميشاً في تلك البقعة من العالم، والتي كانت محكومة خلال الحرب الباردة بأنظمةٍ اشتراكية، حيث يعتمد هؤلاء في معظمهم على ما يقدمه الأفراد من مساعدات خيرية، في بيئة تفتقد للمؤسسات المتخصصة في مساعدة المعاقين.

ففي بلدانٍ مثل أرمينيا وقيرغيزستان، تبلغ نسبة البطالة في صفوف ذوي الإعاقة أكثر من 90%، مما يعني انتشار الفقر في صفوفهم، واعتمادهم على ما يقدمه الأقارب و الأصدقاء من معونات مالية.

وحتى يصار إلى تغيير تلك الظروف، وصولاً إلى تمكين المعاقين في تلك البلدان من الاستقلال المادي، ينبغي معالجة قضيتهم من زوايا متعددة: أولها الوصول إلى المحتاجين منهم، وثانياً تأمين حقهم في الحصول على العمل، وعلى فرص العيش الكريم.

وتواجه هذه الفئة من الأشخاص عوائق قد تكون مرئيةً أوغير مرئيةٍ من قبل نظرائهم الأصحاء، إذ قد يكون شراء الخبز أو الحصول على قصة شعرٍ أو إجراء فحصٍ طبيٍ أو المشاركة في التصويت الانتخابي أمراً مستحيلاً لمجرد غياب الرصيف أو الدرج المجهز لاستعمال ذوي الإعاقة الحركية أو بسبب عدم توفر "لغة بريل" بالنسبة لأصحاب الإعاقة البصرية، وفي مواجهة هذه الحواجز، غالباً ما يعتمد الأشخاص ذوو الإعاقة على دعم أفراد عوائلهم.

في مواجهة ذلك يحاول الناشطون والمنظمات الدولية المتخصصة أن يسخروا التكنولوجيا لجعل الحياة المدنية في متناول الجميع، بما فيهم هذه الفئة من ذوي الإعاقة، ففي أرمينيا مثلاً، يتعاون الناشطون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لاستخدام الأدوات الالكترونية الخاصة برسم الخرائط، وبتجميع المعلومات في قوائم، لتصنيف الأماكن المخصصة لاستقبال المعاقين، وهناك تطبيقات على الهواتف الذكية تضع معدلات لتقييم كلٍ من تلك الأماكن، بناءاً على تصويت ذوي الإعاقة، وُتمنَح جوائزٌ للمكان استناداً إلى ذلك التصويت، بالإضافة إلى ممارسة تلك المنظمات ضغوطاً على الشركات والمؤسسات العامة لتجهيز المنشآت الحكومية بما يسهل استقبال ذوي الإعاقة.

من ناحية أخرى أظهر بحث مسحي في جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة، إن 71٪ من المستطلعين الذين لا يعانون من إعاقات ليس لديهم أصدقاء مقربين من ذوي الإعاقة، فيما واجه 67٪ من الأشخاص ذوي الإعاقة التمييز في المؤسسات الطبية.

وتعد "لغة الإشارة" و"لغة بريل" أدوات اتصالٍ أساسية بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع أو البصر، ولكنها تظل غير مستخدمة بشكل كافٍ في منطقتي آسيا الوسطى وشرق أوروبا، ففي قيرغيزستان، على سبيل المثال، فإن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع أو البصر في البلاد، والذين يبلغ عددهم تسعة آلاف شخصٍ لا يستطيعون الوصول إلى مراحل التعليم العالي، إذ لا يعمل سوى عدد قليل من مترجمي لغة الإشارة المؤهلين في البلد، كما أن المواد المكتوبة بواسطة  "لغة بريل" نادرةٌ من حيث الكمية والنوعية.

«لقد قرأنا جميع الكتب المتاحة بـ"لغة بريل" فليس هناك الكثير متوفر منها» ، يقول "أكبار"، وهو محاضر في القانون معاق البصر يعمل في جامعة "بيشكيك" ويساعد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تحويل الرموز القانونية والإجراءات والمواد التعليمية إلى طريقة "لغة بريل"، وساعد في إنتاج سلسلة أفلام فيديو حول مواضيع مدنية وقانونية تشرح نظام العدالة.

وبالنسبة للكثير من الأشخاص ذوي الإعاقات، يعد التوظيف عنصراً أساسياً للتمكين والاكتفاء الذاتي، لكن الحصول على مهنة مُرضية غالباً ما يبقى مجرد حلم، فأرباب العمل في كثير من الأحيان يرفضون المتقدمين ذوي الإعاقة، أو يقومون بمنحهم  رواتب أقل، بينما في الواقع يمكن للكثير منهم أن يقدم انتاجاً مميزاً.

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: