ثاني بلد متطور اقتصادياً في أوروبا وقصة "إفلاسها"
عانت فرنسا مثل العديد من جيرانها من عجز اقتصادي، فقد استنزفتها الحرب التي لم تكتف فقط بثروتها وقدرتها على استغلال مواردها الطبيعية، ولكنها أثرت بنحوٍ كبير على القوى العاملة بسبب حصيلة قتلى الحرب، وكانت فرنسا تفكر بإعلان إفلاسها.
إلا أنها قد شهدت نمواً وتطوراً كبيراً دون انقطاع بعد انتهاء الصراع العسكري الذي أجبر الاقتصاد الفرنسي على التدهور، فاضطرت إلى تبني التغيير من خلال إصلاح معاييرها الاجتماعية والاقتصادية، وتأكيد قوتها بأن تصبح قوة صناعية لتصبح ثاني اقتصاد في أوربا
ولدت فرنسا الجديدة على أنقاض فرنسا القديمة لتصبح ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو وجاء النمو بسبب التخفيضات الضريبية وانخفاض الاعتماد على الصادرات، إضافة إلى الزيادات في التوظيف بعد التغييرات في قوانين العمل، كما أن خلق فرص العمل أصبح يسير بوتيرة سريعة للغاية.
واجه الاقتصاد الفرنسي العديد من التحديات أهمها
1- البطالة المرتفعة المستمرة شكلت عبئًا على الاقتصاد الفرنسي لأن شبكات الأمان الاجتماعي التي يجب أن تستوعب تمثل العاطلين عن العمل ستنمو وستدعم من قبل جزء أصغر من السكان.
2- تناقصًا في قدرتها التنافسية وذلك نتيجة العجز في الحساب الجاري ، مما يعني أن فرنسا تستورد أكثر مما تصدرلذلك تم إطلاق خطة ائتمان ضرائب الرواتب لمساعدة الشركات الفرنسية على أن تكون أكثر قدرة على المنافسة
وتشير أحدث البيانات الاقتصادية إلى أن نمو الناتج المحلي الإجمالي لفرنسا سجل 0.3% على أساس فصلي، بفضل تسارع الإنفاق الأسري والاستثمار التجاري.
فاﻷداء الاقتصادي لفرنسا يوفر بعض الطمأنينة بالنسبة للاقتصاد الأوروبي، الذي يعاني من انخفاض النمو وتراجع الاستثمار وارتفاع حالة عدم اليقين.
ويعد النظام الاقتصادي والاجتماعي الذي أنشئ بعد الحرب في فرنسا وغيرها من الدول الغربية الرئيسة في أوروبا مسؤولاً بنحو كبير عن النمو القوي الذي شهدوه، إذ إن الفهم الأفضل للعلاقة بين النمو الاقتصادي والبناء الاجتماعي سمح بحدوث تطور واسع، وبالتالي حسّن من الوضع الاقتصادي للطبقة الوسطى.
وفي ظل هذا النظام الاقتصادي الجديد نُظّم المجتمع للإنتاج والاستهلاك على نطاق واسع، بنحو مماثل للأنموذج الأمريكي الذي ابتكره تايلور.
وفي غضون بضع سنوات أصبحت مبادئ تايلور ونظريته في الإدارة المبكرة أساس الانتعاش الاقتصادي الرائع الذي حققته فرنسا، وكان تأثير نظريته واضحاً بنحوٍ كبير على الطريقة التي يفكر بها المجتمع نفسه.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: