Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

سياسة التجويع تشمل الجميع ...

سياسة التجويع تشمل الجميع ...

 نور ملحم - خاص 

 العقوبات الاقتصادية على سوريا، تنذر بأيام صعبة تنتظر السوريين، وقد بدأت تظهر معالمها بشكل تدريجي من خلال ارتفاع أسعار السلع في الأسواق ، بعد انخفاض سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الإميريكي ، مما خلق هاجسا من انعدام السلع الغذائية وفقدان بعضها، وهذا ما دفع العديد من السوريين إلى شراء أكبر كمية من المواد الأساسية للمعيشة من باب الاحتياط رغم التصريحات العديدة التي نفت فقدان المواد الأساسية من الأسواق كالسكر والرز والزيت والسمنة وغيرها الكثير.

مخاوف سورية ..

المخاوف السورية التي تراود الجميع  من تأثير هذه العقوبات والتي بلغت مدتها 10 سنوات وهي مدة كفيلة بشل البلد وتدمير اقتصاده بشكل كامل في حال عدم إتخاذ الخطوات الصحيحة ، في الوقت الذي نلاحظ عدم المبالات  بالقرارات الحكومية بحجة أن سوريا عاشت حرباً أشرس وهي الحرب العسكرية وخرجت منتصرة على الإرهاب.

العقوبات تستهدف مجالات استراتيجية وحيوية، منها الطاقة والأعمال والصحة والنقل الجوي وكل من يشارك في مشاريع البناء والهندسة التي تنفذها الحكومة السورية، ولم يكتف الغرب بذلك الحصار بل امتد ليشمل الصناعات التي تدعم الطاقة في سوريا، ويرى دكتور الاقتصاد سنان ديب في تصريحه لـ جريدتنا أنه " في الوقت الذي يعلن فيه الغرب هزيمته أمام سوريا نلاحظ أنه يحاول تشديد الحصار علينا اقتصادياً"، لافتاً إلى أن الأصعب من ذلك هو فرض عقوبات جديدة على أي شخص أو جهة تتعامل مع الحكومة السورية أو يوفر لها التمويل أو يتعامل مع المصارف الحكومية بما فيها المصرف المركزي السوري، مع استخدام سياسة التجويع على الشعب السوري، مضيفاً أن العقوبات الجائرة خلقت فرصة كبيرة لتجار الحروب والأزمات لزيادة نشاطاتهم وتنويع مصادر دخلهم.

الحرب الباردة ...

تمادى الحصار القاسي ليصل إلى عالم التكنولوجيا، ومن دون سابق إنذار تم إغلاق الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية السورية على موقع "انستغرام" ، ومن بوابة مواقع التواصل الاجتماعي كانت قد أعلنت الرئاسة السورية أن المرحلة المقبلة قد تشهد مزيداً مما وصفته بـ "الحرب الناعمة".

وقالت الرئاسة السورية على صفحتها في موقعي التواصل (فيسبوك وتويتر) "إن إدارة موقع انستغرام أعادت تفعيل الحساب مرة أخرى، وفكت الحظر عن جميع الأجهزة التي كان يُدار من خلالها الحساب مع استمرار إغلاق حسابات وطنية أخرى غير حساب الرئاسة"، مع توقع أن تشهد المرحلة المقبلة إجراءات أخرى مشابهة على صعيد العالم الافتراضي في ضوء بيان المكتب الإعلامي للرئاسة، الذي أشارإلى تزايد الحصار الشامل المفروض على سوريا منذ بداية الحرب.

التفكير خارج الصندوق ...

بات واضحاً أن السوريين هم الشاهدون على هذه الحرب، والاختبار الصعب يستهدف عيشهم وحياتهم، والمتضرر هو المواطن العادي من أصحاب الدخل المحدود، في وقت تجد أمريكا أنها تحمي المدنيين في هذا القانون من حلفاء دمشق، وفق حديث الخبير الاقتصادي الدكتور علي الأحمد لـ جريدتنا ، والذي أكد أننا بحاجة للتفكير بطريقة مختلفة لأن التفكير النمطي لا يحل مشكلة صعبة ، فلا الرقص أمام الكازيات ولا المشي وركوب الحصان أو الدراجة ولا حتى توزيع السندويش والعصير والكتب والجرائد على طوابير الكازيات قادر على إيجاد الحل الصحيح ، فنحن بحاجة لقرارات جريئة تساعد في إفشال الحصار الاقتصادي.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: