سياحة بنكهة أوقافية
حبيب شحادة
تُذكر السياحة بحرمة المشروبات الروحية فهل من مستمع؟
لم يَعد خافياً على أحد الحجم التي باتت تتمتع به الأوقاف في بلادنا، لناحية قدرتها على الفعل والتأثير خارج نطاق عملها المعتاد حيث أنًها أصبحت تنهي وتأمر كيفما تشاء، في بلاد تدّعي العلمانية منذ سنوات مديدة.
تقوم السياحة اليوم بالنبش في الماضي، حيث أصبح تقديم المشروبات في بعض ليالي رمضان ممنوعاً وفقاً لقانون نبشته الوزارة من أرشيفها القديم لتحييه من جديد، "مرسوم يحمل الرقم 180 تاريخ 22/3/1952".
ربّما أنّ وزارة الأوقاف أصبحت قادرة أيضاً على إحياء العظام وهي رميم، وإن دل ذلك على شيء، فهو ليس إلا إفلاس الوزارة من إصدار قوانين تعالج الواقع وتتماهى معه بدون أي اصطفافات من قبلها أو الإضرار بأي فئة من فئات المجتمع السوري ذو التنوع العديد.
ألا تعلم وزارة السياحة ومن ورائها، أنّ تقديم وشرب الكحول وارتياد الحانات مُحرم بفعل ديني إسلامي، وليس بحاجة لقانون يمنعه طالما أنّ هناك من يؤمن ويلتزم بالدين الحنيف. أم أصبح الالتزام بما أنزله الله يحتاج إلى قوانين وضعية ليصبح نافذاً في دولة كان الفعل الإسلامي بأشكاله المختلفة أحد أسباب ما هي عليه اليوم.
يمكن أنّ مشاكل السوريين أضحت تكمن في شرب الكحول والذهاب إلى الحفلات والملاهي، من دون غير ها من المشاكل الأخرى المستعصية على الحل حتى في الفنادق والمطاعم التابعة لوزارة السياحة، والتي لا تلتزم بشيء من تعليمات وزارة السياحة لناحية ضبط الأسعار وجودة ما يقدم فيها من مواد. إضافة إلى ما يحدث في بعض الفنادق من ممارسات لا أخلاقية وبِعلم من بعض مسؤولي وزارة السياحة الذين أصبحوا اليوم مشايخ ويغارون على قيم الأمة وأخلاقها من شرب الكحول في بعض ليالي رمضان.
كما أنّ وزير الساحة ومعاونيه أصبحوا دعاة شرعيين بدل من كونهم موظفي دولة، والأجدر بهم وضع خطط وبرامج وطنية للنهوض بالقطاع السياحي في بلاد تعاني ويلات ومأسي كثيرة، عوضاً عن التشدق بمراسيم وكلام لا يسمن ولا يغني من جوع.
يبدو أنّ معظم المؤسسات السورية تتجه نحو حل مشاكلها ومشاكل المواطنين بالرجوع إلى "السلف الصالح" وإلى 1400 سنة إلى الوراء علها تجد في التراث ما ينفع بعد أن فشلت في تقديم حلول علمية ومنطقية تخرجها من مأزقها الراهن.
المصدر: خاص
شارك المقال: