Friday May 17, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

سوريا.. تجربة القرية النسوية الأولى

سوريا..  تجربة القرية النسوية الأولى

حبيب شحادة

 

تدعوك الحرب وأشكال العنف المتمثلة بها للنأي بالنفس بعيداً، وللبحث عن ملجأ يشعرك بالأمان الذي اقتلعته الحرب المتأزمة منك. وتوصلك القدرة أحياناً والتصميم لخلق ذاك المأمن وصنع المعجزات.

على بعد أميال من القامشلي بين الدرباسية وعامودا ولدت قرية من رحم الصراع والحرب السورية، قرية تقطنها النساء فقط سُميت بضيعة المرأة، حيث قامت بعض النسوة بتأسيس فريق إداري والقيام بهذه المباردة والمقصد منها أن تلجأ إليها النساء اللواتي يعانينَ مختلف أنواع العنف القائم على النوع الاجتماعي ولاسيما بعد فقد أزواجهن أو معيلهن. وبالفعل بدأت النساء تتوافدن إلى تلك القرية النسوية.

بدأت فكرة القرية عام 2015، ليتم وضع حجر الأساس لها في 2017، وتصل إلى افتتاحها بيوم المرأة 8/3/2018، قرية النساء، أو القرية النسوية، تتألف من 30 بيتاً طينياً، و30 من النساء الذين بنوها بأيديهم وبمساعدة قليلة من الرجال فلم يكن دخول الرجال ممنوعاً بشكل قطعي فمن الممكن الاستعانة ببعض المهن التي يقدمها الرجال لقضاء حوائج تلك القرية، إنما من يسكن القرية هم النساء وأطفالهنَ،  كما أنهم يقمنَ بحراستها عبر نوبات حراسة متناوبة يلبسن الثياب المخصصة ويحملن السلاح ويقمن بنوبات الحرس دفاعاً عن تلك القرية وحماية لها. 

أما عن طبيعة الحياة الاقتصادية التي يعيشنها فهن يقمن بممارسة الزراعة باحثين من خلالها عن الاكتفاء الذاتي.

تقول إحدى نساء القرية لجريدتنا، إنّها كانت تعيش في كوباني (عين العرب) وأتت للضيعة النسوية مع بناتها بعد مقتل زوجها ونشوب الخلافات العائلية.  وتتابع القول بـ"أنّها جاءت لتدعم مشروع القرية التي تشهد ازدياد عدد النساء بشكل ملحوظ". حيث أنّ النساء يتشاركن الإدارة ووضع الخطط كما أنهن يتشاركن أساليب الحياة ففي داخل هذه القرية أوجدت تلك النسوة مشفى ومدرستان إحداها للأطفال والأخرى لكبار السن كما أنها تحتوي على فرن للخبز تخبز النساء بداخله لتأمين الطعام للبقية، وتقول بأنهنَ يقمنَ بتناول الطعام بشكل جماعي في مطبخ واحد قمنَ بإنشائه ضمن القرية، فيما يشبه الكمونة خلال عصر أو فترة الاشتراكيات الشيوعية.

وتضيف بأن هناك أيضاً نشاطات يقمنَ بها، فليس الهدف من القرية هو الحياة لوحدهن والعزلة عن باقي المجتمع، إنّما كان الهدف الرئيس إبراز دور النساء ومقدرتهن، تتجلى تلك النشاطات بدورات السواقة مثلاً، الكمبيوتر، اللغات، إضافة للتدريب على الطب البديل (طب الأعشاب) وكل ذلك يتم بفعل نسوي خالص، حيث لا يوجد رجال نهائياً، ولكنَ النساء يمكن لهنَ الخروج لخارج القرية والعودة لها إن أردنَ العودة كما أنهن يخرجن لحضور اجتماعات أو تدريبات فهن لم يعزلن أنفسهن عن المجتمع. 

تسعى تلك السيدات إلى إنشاء مدينتهن الفاضلة بعيداً عما يشوبها ويعكر صفوها فهل تستطيع النساء الاستغناء الكامل عن الرجل وليذهب إلى الجحيم؟!

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: