سوريا.. نظام غرامات يخفض حالات المخالفات بنسبة 40%

انطوان بصمه جي

لا يحتاج الإنسان إلى شوارع نظيفة ليكون محترماً ولكن الشوارع تحتاج إلى الناس المحترمين لتكون نظيفة، فإذا كانت النظافة مسؤولية الجميع  فإن عامل النظافة يتعرض لمشهد يومي متمثلاً  بأكوام القمامة المنتشرة من كل حدب وصوب، وباتت تلك المشاهد تؤرق عمله وتجهده، بالمقابل تنتشر كثيراً صور لعامل نظافة في مواقع التواصل الاجتماعي وهو يؤدي واجبه الخدمي مرفقة ببعض الجمل "الرنانة " إضافة إلى اقتراب بعض مصطلحاتها من الجانب الإنساني، فهذه الجمل قد لا تأتي بتغير واقع حال بعض الأحياء الشعبية وصولاً إلى الأحياء الراقية إلا عندما يغير الناس من بعض عاداتهم في توقيت وأماكن رمي القمامة. 

عمال النظافة... يشتكون

المسن "أبو ياسين" عامل نظافة يعمل في إحدى القطاعات الخدمية " العتيقة " بوردية نهارية، يلتقط مكنسته ويبدأ عمله "المجهد" كل صباح، متحملاً كل الصعاب ليكسب قوت يومه ويتحمل حرارة الشمس التي يصعب على الشاب أن يتحملها، العم أبو ياسين يعرف كافة أصحاب المحلات التجارية والجميع يعرفه وكأنه بات معلم تاريخي لقاطني الحي، يقول "كل هذا الجهد العضلي وكل هذه الانحناءات لالتقاط الأوساخ بسبب إهمال الناس، فالجانب الوظيفي لمهمتي هي تفريغ حاوية القمامة وليس التقاط الأوساخ من الأرض"، ويضيف "أحرص أن تكون المنطقة الموكلة إليّ نظافتها أن تظهر في أبهى حالة، أما تحسين مستوى نظافة الحي لا يقع على كاهل عمال النظافة فقط فهي مهمة مشتركة وطالب المواطنين بأن يقوموا بالتعاون معه"، ويتابع إن عدم التزام المواطنين بقواعد النظافة من ناحية التقيد بمواعيد رميها وأماكن توضعها، هذا الأمر يزيد من معاناتي وأنا أقوم بمهامي بين الجمع والكنس.

استيفاء مباشر

وأوضح المهندس يحيى ضو مدير النظافة في مجلس مدينة حلب لــ "جريدتنا" بداية تحصيل الغرامات الخاصة بالمواطنين غير المتقيدين بالنظافة بشكل مباشر، بهدف ردع المخالفين وتخفيف أعباء كبيرة على قطاع النظافة وتحسين واقعها ، ويأتي تطبيق النظام الحديث المتعلق بمخالفات النظافة في مدينة حلب وخصوصاً في المناطق التي يرتادها الناس بكثرة، مثل المحلق وسور قلعة حلب باعتبارها أماكن سياحية ومتنفس لأهالي حلب وتم تطبيق نظام المخالفة المباشرة في حال مشاهدة مخالفة رمي قمامة وتقوم الضابطة العدلية بتسجيل ضبط فوري مباشر بحق المخالفين ويتم استيفاء نصف مبلغ المخالفة في حال الدفع مباشرة، ويوضح أن نظام العقوبات وضع لردع المخالفين الأمر الذي خفف أعباء كبيرة على قطاع النظافة بحلب.

ضابطة عدلية

وفيما يتعلق بآلية عمل الضابطة العدلية فهي المختصة  بتنظيم مخالفات النظافة الواردة في قانون رقم ٤٩ لعام ٢٠٠٤ وجباية الغرامة المالية  فوراً وذلك بالتنسيق مع مديرية المالية وعنصر من قسم الشرطة المختص ، وترفد مجموعة الضابطة العدلية بموظف جابي من قبل مديرية المالية، بحيث يدفع المخالف نصف قيمتها المادية الواردة في قانون النظافة وفي حال رفض الدفع مباشرة تسجل على ذمة المخالف سواء في سجل عقاره أو محله التجاري.

انخفاض 40% من المخالفات

الآلية المتبعة بمثابة ترهيب وترغيب وبموجبها تم حل معظم المشاكل المتعلقة بالنظافة في منطقتي المحلق وسور القلعة ، ففي السابق يحتاج تنظيف سور القلعة لحوالي 75- 100 عامل نظافة كون البلاط المستخدم في تلك المناطق هو البلاط المحفر، وانخفضت حالات المخالفات بنسبة 40%، وفي القريب العاجل سيتم تأمين لباس موحد وطباعة بطاقة تعريفية لأفراد الضابطة العدلية، بحسب ما أكده مدير النظافة ، ويضيف أن هناك 10 حاويات كبيرة في منطقة المحلق و500 حاوية طور التصنيع  ستوزع على أحياء حلب كافة ، أما حول القلعة فتتوزع أكثر من 15 حاوية، إضافة لوجود بعضها أمام المقاهي والمطاعم المنتشرة في تلك المنطقة.

أكوام القمامة إضافة لعدم رمي أكياس القمامة ضمن الحاويات المخصصة لها ، تنعكس سلباً على أداء عمال النظافة، وتزيد من معاناتهم في جمع القمامة المتناثرة هنا وهناك، وخاصة في الأماكن التي توجد فيها مطاعم ومحلات لبيع السندويش والمرطبات والعصائر وغيرها ، وقد تكون في حال من الأحوال لانتشار بعض الآفات والقوارض التي تشكل خطراً على حياة الإنسان.

 

المصدر: خاص

بواسطة :