Friday April 26, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

سوريا.. "خليك بالبيت" من حجر صحي إلى توصيل طلبات للمسنين

سوريا.. "خليك بالبيت" من حجر صحي إلى توصيل طلبات للمسنين

خاص_ حسن سنديان 

"خليك بالبيت ونحنا منجبلك يلي بدك ياه".. هذا ليس محل لتوصل الطلبات في ظل الحجر الصحي الذي ينطبق في سوريا، بل مبادرة فردية بدأت من الشاب زيد العجلاني لمساعدة المسنين اللذين لا يستطيعون اقتناء حاجاتهم بظل الحجر.

الخطوة الفردية بدأها زيد من منطقته بدمشق "أبورمانة" انطلاقاً إلى منطقتي المالكي والشعلان، لمساعدة المسنين اللذين ليس لديهم أي معين في الوقت الراهن وخوفاً من إصابتهم بفيروس كورونا القاتل.

على ما يبدو أن منشورات منصات التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عن فايروس كورونا وإصابته للمسنين أفادت كثيراً زيد يقول: «بدأت الدعوة كخطوة فردية من المنشورات التي تم تداولها على "الفيس بوك" بأن فايروس كورونا المنتشر يصيب فقط الكبار في السن ولا داعي للقلق، متسائلاً "ما هو شعو هذا المسن وهو أكثر الأشخاص عرضة للمرض"؟، وإن أردا أن يشتري خبز ومواد رئيسية في ظل الحجر كيف يمكنه الوقوف على طابور الخبز، أو عند مؤسسات التجارة الداخلية ألا ترى الناس كيف واقفين بالمئات؟».

ويروي لنا زيد عن السبب الرئيس لهذه الخطوة قائلاً: «معظم الناس في ظل الحرب في سوريا هاجر أولادهم وبقوا وحيدين، وإذ نصاب أحدهم فسوف يموت على الأغلب وليس هناك معين لهم، منوهاً "من مبدأ إنو نحنا نكون معينين إلون".

وعن إمكانية الاستجابة لهذه الدعوة وانتشارها في المجتمع تابع العجلاني قوله: «انشاء الله لأن الوباء أصبح أزمة عالمية ونحن عل أبواب كارثة إن لم نلتزم بالتعليمات، وإذا عملنا وقاية صحيحة فسوف نستطيع المساعدة.. نتمنى أن نكون قد تعلمنا شيءً من أزمتنا السابقة». 

روجيه نصر الله "30 عام"، استجاب للمبادرة الفردية التي أطلقها زيد وبدأها من منطقته أيضاً في "القصور" بدمشق وانطلق من مناطق "باب توما"–"القصاع" – "الغساني" – "القصور" - "التجارة".

يروي لنا روجيه عن السبب الذي دفعه للاستجابة لهذه الدعوة قائلاً: «كما تعلم قبل انتشار الفايروس وبسبب الأزمة السورية الكثير من الشباب قرروا السفر والابتعاد عن أهاليهم أردنا أن نكون معينين لهؤلاء الناس». 

يتابع روجيه القول: «الهدف من هذه الخطوة تخفيف أكبر عدد ممكن من خروج الناس من منازلهم وخصوصاً كبار السن لتأمين حاجياتهم وخصوصاً أزمة الخبز حالياً»، مضيفاً: «وبكوني أعمل في مخبر أسنان وعملي يعتمد على إرسال طبعات واستلام غيرها فأردت أن أساعد قدر المستطاع كي نؤمن الراحة لهم».

طالبة الماجستير في الاقتصاد لوليا الشطي" 27 عام" قرأت المنشور على موقع التواصل "فيس بوك واستجابت لهذه المبادرة، تروي لنا عن هذه التجربة قائلةً: «أنا أسكن في منطقة الشعلان بدمشق والمحيطة حوليي والآن أوصلت طلبين لمنزلين بالقرب مني وأصبحت المناطق المسؤولة منها "صالحية" – "حمرا" – "شعلان" – "شارع العابد"».

تتابع لوليا: «جيراني أبنائهم خارج سوريا وبعضهم ساكن في مناطق بعيدة، وعندما وضعت رقمي على صفحتي في "فيس بوك" أولاد جيراني تواصلوا معي وأوصلت الأغراض لأهاليهم القريبين من منطقتي»، مشيرةً «إلى أن المنزل الثاني هول لجارة بيت جديتي اتصلت بي وأوصتني على بعض الأغراض وتم إيصالها أيضاً».

ربما نشر المحبة في ظل غلاء الأسعار والاستغلال في وقتنا الحالي وعدم وضع آلية لطوابير الأفران والمؤسسات العامة، دفع هؤلاء الشابان والفتاة إلى مساعدة الأخرين، وطمأنة المسنين الأكثر عرضة للإصابة بالفايروس.

هذه المبادرة لاقت استجابة ملحوظة في أغلب مناطق دمشق حيث تجاوزت الــ 12 منطقة، وبدأت أيضاً في محافظة اللاذقية.. أما أنت هل ستساعد وتحافظ على جيلك المعمر؟.

 

المصدر: خاص

شارك المقال: