Wednesday May 15, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

سوريا.. "فوبيا الطب" !

سوريا.. "فوبيا الطب" !

كريم مهند شمس

ترك "أحمد" بطاقة تأمينه الصحي على طاولة شركته، رافضاً تجديدها أو حتى استلامها بعدما خذلته عشرات المرات في العام الفائت، موثقاً قناعته القديمة باهتراء القطاع الطبي ومعظم خدماته في البلاد، حيث لم يستطع تذكر مرة واحدة استفاد بها من طبابة القطاع الخاص، سواء بتأمينه أو دونه.

وروى الرجل الأربعين لجريدتنا عن قناعة قديمة تعلمها في أول مرة ذهب بها إلى مشفى وهو في وضع حرج ولم يستقبله قسم الإسعاف آنذاك لعدم امتلاكه للمال المطلوب، رغم وجود قانون يلزم المشافي الخاصة بتلبية من يحتاج مجاناً، وحتى حينما تلقى العلاج من المشفى الحكومي تمنى لو أنهم طردوه بدلا من اضطراره للعلاج في بيئة لا توافق المعايير الطبية اللازمة.

وهو ما يسلط الضوء على حالة نفسية نعيشها اتجاه القطاع الطبي في البلاد، حيث تتذيل المشافي الخاصة قائمة خيارات المواطينين إذا ما أصابهم مكروه، بل أنهم لا يقصدونها إلا مرغمين، أي عندما يسعفهم آخرون وهم في حالة إغماء، هذا إن تمتد الحالة بهم لتشمل عدم قصد الطبيب من أساسه إلا للحاجة القصوى لاعتقاد سائد بارتفاع نسبة الأطباء المحتالين وثمن معاياناتهم الفلكي.

وفي سياق متصل، تحدث "رامي" عن واحدة من أكثر ذكرياته تعاسة، حينما اتى بزيارة للعاصمة واجرى في أحد مختبراتها بمنطقة الجسر الأبيض، تحاليلاً طبية اضطرارية كلفته حينها ما يعادل أربعة أضعاف راتبه في اللاذقية، والتي كانت لتكلفه أقل بكثير فيما لو اجراها حيث يقيم.

وستكتمل الصورة إذا تطرقنا لتعاقد الأطباء مع شركات الأدوية الوطنية بصفقات تسويقية مشكوك بنزاهتها، حيث قد يُمنح المريض وصفة طبية تحوي منتجاً أقل فاعلية من المطلوب، لأن الشركة المنتجة له منحت الطبيب الواصف عرضاً مغرياً تحت مسمى "تشجيع الصناعة الوطنية".

وحتى نُخرج نصنا هذا من حالة التعميم، تجدر الإشارة إلى المراكز الطبية الخيرية التي تتكفل بمنح نسبة كبيرة جداً من الخدمات الصحية للمواطنين ذوي الدخل المتوسط والمحدود في البلاد، ودورها الفعال ذلك لا تشوبه شائبة، إلا بعض الأطباء الذين يتعمدون استقطاب مرضى من المركز الخيري إلى عيادته الخاصة "ليستفرد به" هناك.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: