Saturday April 27, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

سوريا.. الناجي الوحيد لم يعد ناجياً!

سوريا.. الناجي الوحيد لم يعد ناجياً!

كان 22 آذار الجاري بداية إعلان سوريا أول إصابة بفيروس كورونا المستجد، بعد أن اجتاح الوباء العالم، وانتشر في دول الجوار السوري، حتى أن بعض المعلّقين تندّروا على خبر ظهور أول إصابة في سوريا بالقول: «حتى الناجي الوحيد لم يعد ناجياً»!.

هواجس كثيرة تقض مضجع السوريين: إلى أين نحن ذاهبون؟ متى تنتهي الإجراءات الوقائية وتعود الحياة إلى طبيعتها؟ هل يتفشى الوباء في البلاد ونفقد السيطرة عليه؟ ماهي القدرات الحكومية على استيعاب أسوأ السيناريوهات والتعامل معها؟

مع تدرّج الإجراءات الحكومية للوقاية من فيروس كورونا بشكل تصاعدي، وكان آخرها حظر تجول جزئي في عموم سوريا، يبدو أن الإجراء الأشدّ لم يعد بعيداً، مع إعلان تسجيل أربع إصابات جديدة بالتزامن مع بدء تنفيذ حظر التجول الليلي.

بمقاربة منطقية، تواصل الصين - وهي دولة متقدمة كثيراً قياساً بسوريا – فرض حظر تجول في مدينة ووهان منذ أكثر من شهرين رغم سيطرتها على الوباء في المدينة، وعدم تسجيل أية إصابات جديدة، فيما فقدت دول أوروبا وحتى الولايات المتحدة السيطرة على انتشار فيروس كورونا، وهي تسجل أرقاماً قياسية ومتسارعة في عدد الإصابات.. ماذا عن سوريا؟

الأمر مرتبط أولاً بعدد الإصابات، المرتبط أساساً بالتزام المواطنين عزل أنفسهم، وبمدى فاعلية الإجراءات الحكومية وصوابيتها، وهنا نصبح أمام احتمالين: إما عدد قليل من الإصابات أو بمعنى آخر ضمن نطاق طاقات البلاد العلاجية، وبالتالي يمكن تدارك الكارثة، وإما أن تذهب سوريا إلى السيناريو الأسوأ وهو فقدان السيطرة على الوباء.

هناك مشكلة ظاهرة للعيان في الشوارع، رغم تعليق التعليم والدوام الرسمي في المؤسسات الحكومية، وإيقاف النقل الجماعي الخاص والعام، فكل ذلك لم يلغي التجمعات، كما هو الحال أمام الأفران ومراكز السورية للتجارة، عدا عن الاستهتار الفردي بإجراءات الوقاية، وعدم التزام المنازل.

بالإضافة إلى ذلك يضطر كثيرون للخروج إلى العمل تحت ضغط الضائقة المادية، وهنا ستنشأ مشكلة كبيرة في القادم من الأيام، متعلقة بكيفية تأمين الحاجات الضرورية لغير الموظفين، الذي سيمنعهم الحجر والحظر من كسب قوت يومهم، هل هناك خطة حكومية لدعم هؤلاء؟!

السيناريوهات كثيرة، ولا يمكن التنبؤ بما يحمله القادم من الأيام، وإذ تبقى الأمنيات بأن لايحصل الأسوأ، لكن يجب الأخذ بالأسباب، والتعاطي بجدية أكثر مع الخطر الجديد حكومياً وشعبياً، فالأمر لم يعد نكتة على السوشال ميديا! 

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: