سوق الجمعة حاضرا في دير الزور لم يغب رغم سنوات الحرب...

اعتاد الكثيرون من أبناء دير الزور التوجه كل يوم جمعة للتسوق وسد حاجياتهم المنزلية من بضائع مختلفة وبأسعار رمزية.
سوق الجمعة كما يطلق عليه أبناء الفرات يعد من الأسواق الشعبية في المدينة والذي بقي قائماً على الرغم من سنوات الحرب فلم يشهد تغيراً إلا في مكانه.
أحمد الطريف صاحب بسطة في السوق يقول "لجريدتنا": نحن نقوم بشراء الأشياء المستعملة ومن ثم عرضها في السوق وهناك أشياء تكون قديمة ومن الصعوبة الحصول عليها كقطعة جديدة وخصوصا الخردوات فتجد الزبون يبحث عنها في السوق والمحلات ولا يجد فينتظر يوم الجمعة للحصول على ما يلزمه، كما أن الأسعار الرمزية تشجع وتجذب الكثيرين للتسوق.
في حين قال موسى المحيمد هو مدرس: أن ما يميز سوق الجمعة هو وجود كل شيء تحتاجه من أدوات منزلية وخردوات وملابس مستعملة (بالة) وغيرها من مقتنيات مما يجعل الشخص يذهب كل أسبوع لتفقد السوق والبحث عن أشياء جديدة تنقصه في منزله وخصوصا بعد الحرب التي مرت بها المدينة فتجد الإقبال على شراء الأدوات المستعملة أكثر طلبا مع ضعف القدرة الشرائية للمواطن في شراء أدوات جديدة .
والسوق له رمزيته لدى أهالي دير الزور باعتباره السوق الوحيد الذي لا يزال يحافظ على خصوصيته رغم سنوات الحرب التي مرت بها المدينة فأنا أذكر أن مكانه القديم كان بالقرب من مركز انطلاق البولمان (الكراجات) قبل أن ينتقل السوق في سنوات الحصار إلى القرب من جامع التوبة ويبقى إلى اليوم محافظا على مكانه .
وتبحث أم غسان "سميرة العبد" في سوق الجمعة عن ملابس لأطفالها الأربعة كما تقول وذلك بسبب ارتفاع أسعار الألبسة الجديدة مما يجعلها تلجأ إلى شراء ملابس "البالة" والبحث في سوق الجمعة عما يلزمها من مقتنيات تجدها في السوق الشعبي الوحيد بدير الزور.
ويقول الباحث حميد النجم إن أسواق دير الزور الشعبية تدمرت خلال سنوات الحرب وبعد الحرب التي تعرضت لها المدينة باتت تلك الأسواق آثار أو بحاجة إلى إعادة تأهيل وترميم لتعود كأسواق شعبية وتراثية، في المدينة سوق الجمعة مختلف فهو قبل الحرب كان عبارة عن تجمع كبير لأصحاب البسطات والمقتنيات القديمة (انتيكا) بمكان واحد طوال سنين مضت حتى أصبح مقصد الأهالي في كل يوم جمعة، ومع دخول المدينة الحرب انتقل أصحاب البسطات إلى مكان أكثر أمنا واستمر السوق في مكانه الجديد منذ تلك اللحظة ويبقى للسوق رمزيته في دير الزور كونه سوق شعبي من ذكريات الماضي الجميل .
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: