وجهة نظر
شرق الفرات على صفيح ساخن
حسان يونس
هل سقطت الورقة الأخيرة للأكراد في الشمال السوري؟
تساؤل يطرح نفسه عند الحديث عن عملية عسكرية تركية في منطقة شرق الفرات، وهي المنطقة التي سيّرت فيها واشنطن دورياتها العسكرية المشتركة إلى جانب تركيا.
الأمريكيون يطلبون الهدوء من جميع الأطراف، بالوقت الذي اتهمت فيه "قسد" قوات التحالف بعدم تأمين الغطاء الجوي اللازم في الهجوم الأخير لـ"داعش" على جبل الباغوز وهجين شرقي دير الزور، ما أدى إلى انسحاب القوات الكردية إلى حقل العمر.
كما أصدر الأكراد بياناً أوقفوا فيه عمليات "عاصفة الجزيرة" ضد "داعش" لصد القوات التركية المتقدمة في الشمال السوري، متهمين القوات التركية بقصف مناطق المدنيين وتهجيرهم من قراهم.
كل ذلك أتى بعد الاجتماع الرباعي في إسطنبول الذي ضم " روسيا فرنسا ألمانيا تركيا" ، والذي تمخض عنه تصريحات أردوغان متوعداً بعملية عسكرية شاملة وفعالة شرق الفرات، لتكون ورقة الأكراد إحدى نتائج اجتماع إسطنبول أو ثمناً لصفقة متعددة الأطراف، بدأت خيوطها بوقف منظمة " أطباء بلا حدود" الفرنسية في مناطق سيطرتهم.
ومن الواضح أنه لا يمكن لتركيا أن تغامر بعملية عسكرية دون ضوء أخضر أميركي في تلك المنطقة الاستراتجية، وهو ما ظهر في تصريحات المسؤولين الأمركيين بعد تحذيرهم بلغة القلق من الغارات التركية على مناطق المقاتلين الأكراد، وما لاح في الأفق من كلام بعض المراقبين عن وجود صفقة تركية أمريكية تطلق تركيا خلالها سراح القس الأميركي مقابل إطلاق يدها في شرق الفرات.
ما يجري الآن في الشمال السوري ليس بعيداً عن الولايات المتحدة التي عودتنا أن تتبع عادتها القديمة بالتخلي عن الحلفاء عندما يتعارض الأمر مع مصالحها، فلا صداقة تدوم ولا وفاء لأحد يستمر، الجميع سواسية، المعيار الوحيد هو المصلحة.
المصدر: Q Media
بواسطة :
شارك المقال: