صحفي صيني ضحية للتنمر في سوريا.. «جرائم التريند» إلى أين ؟
نشرت وكالة الأنباء الرسمية صوراً من أول رحلة جوية تصل مطار حلب الدولي قادمة من دمشق، ومن الصحفيين الذين استقلوا الطائرة برفقة وزير النقل "علي حمود"، ظهر شخص صيني، الأمر الذي قابلته صفحات خواقع التواصل الاجتماعي بالكثير من ممارسة "التنمر"، ومحاولة السخرية من هذا الشخص بمحاولة الإشارة إلى الترابط بين الصين وانتشار "فايروس كورونا"، الذي ظهر في مدينة "وهان"، الصينية قبل نحو شهرين من الآن.
ببحث "جريدتنا"، حول هوية الشخص الصيني تبين إنه مراسل القناة الصينية الرسمية ويدعى زو تشوسونغ، "Zhu Xuesong"، وهو متواجد في الأراضي السورية منذ ثمانية أشهر وفقاً لسياسة القناة بتدبيل مراسليها في سوريا بشكل دوري كل ثمانية أشهر، وهي واحدة من القنوات التي عملت على تغطية الأحداث في سوريا بمهنية عالية منذ العام ٢٠١١، إلا أن "التنمر"، كان المقابل لمجهود القناة من قبل مدراء الصفحات العامة على فيسبوك محاولة حصد أعداد هائلة من "اللايكات"، على حساب الصحفي الصيني.
يشكل "التريند"، واحداً من أهم دوافع ممارسة "التنمر"، والنعرات الطائفية والعرقية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وإن كانت الصفحات التي لا تتبع جهات رسمية تمارس "جرائم التريند"، إن صح التعبير، بحثا عن الترويج، فإن الجهات الحكومية مطالبة بوضع حد لوجود مثل هذه الصفحات من خلال إغلاقها بشكل نهائي، أو وضع ضوابط قانونية لممارسة "التنمر الآلكتروني"، من خلال تعديلات على قانون "الجريمة الإلكترونية"، ولا ضير من أن تكون العقوبات مبالغ في تقديرها لتكون رادعاً لممارسة مثل هذه الأفعال.
إن غياب الوعي بمخاطر "التنمر"، من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، يعد واحدة من المسائل التي يجب على المؤسسات المختصة كوزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة التربية، والعمل أن تولي هذه الظاهرة جانبا مهما من عملها، وذلك لحاجة المجتمع السوري للتعريف بمخاطر الأفعال غير الصحيحة من قبيل "التنمر"، وخطر ممارسته الذي قد يوصل الضحية إلى الانتحار كما حدث في أكثر من دولة.
مفرزات الحرب وسواها على السوريين من أمراض مجتمعية، تحتاج لحلول سريعة ويجب ألا تتعامل الجهات المعنية على أن الامر "حكي فيسبوك"، فالمسألة خطيرة لدرجة تدفع برواد مواقع التواصل الاجتماعي لتنفيذ حملات ذات طابع سلبي وآخر إيجابي، والحكومة نفسها تأثرت كثيراً بهذه الحملات، فمرة ترضخ جهة ثقافية لتزيل منحوتة قيل إنها تخدش الحياء، وفي أخرى يتمكن "الفسابكة"، من أحداث شروخ في الحياة المجتمعية من خلال منشوراتهم غير المدروسة، كما أن الآثر الإيجابي لهذه المواقع من حملات التوعية الشعبية والمبتدرات المجتمعية حاضر، وعلى أساسه بمكن البناء لحملات تحارب "التنمر"، فإن كان الضحية اليوم مواطن صيني قد لا يعلم بما حدث وقد يعلم، فإن الضحية في المرة القادمة سيكون طفل أو عجوز سوري.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: