سأخون وطني... هل من تعويض؟
مروة ياسين
"أمة بكاملها تحل الكلمات المتقاطعة وتتابع المباريات الرياضية، أو تمثيلية السهرة، والبنادق الإسرائيلية مصوبة إلى جبينها وأرضها وكرامتها وبترولها، كيف أوقظها من سباتها، وأقنعها بأن حلم إسرائيل أطول من حدودها بكثير؟" هذه الكلمات التي بدأ بها "محمد الماغوط" كتابه قبل سنين، بحديثٍ ما زال ينطبق على أحوالنا اليوم بمشهد أقسى مما وُصف به.
سبق وناشد الفلسطينيون الإنسانية والنخوة بالعرب كثيراً محاولين إيقاظهم على خطر ينخر بقطعة من أرضهم، لكن أياً من صرخات النجدة الملوثة بالفوسفور الأبيض بوقتها لم تدفعهم للتفوه بكلمة، إلى أن وجدت إسرائيل أن أحد لا يردها فتفرعنت على العرب أنفسهم لتطالب بتعويض عن ممتلكات من ترك وطنه بوقتها مهاجراً باتجاه إسرائيل.
قدرت قيادة كيان الاحتلال قيمة ممتلكات يهودها العرب بـ250 مليار دولار مقسمة على عشر دول عربية، وهذا المطلب يعتبر "حنجلة" في أول رقصة "صفقة القرن"، ولكون العرب اعتادوا المهانة فلن يكلف الأمر إسرائيل أكثر من قليل من الضغط والتلويح ببضعة أوراق ليتدفع العشر دول تعويض لمن خانها على خيانته مع عشر حبات مسك.
لم تجد نفعاً محاولة الماغوط إثارة خوفهم من فكرة أن "أحلام إسرائيل أطول من حدودها بكثير"، وبات الأمر سهل القبول فلا الفلسطينيون ستحبطهم جرعة جديدة من الخذلان، ولا العرب أنفسهم سيقلقهم من قياداتهم فعلٌ كهذا وعلى العكس سيدهشهم اتخاذ موقف مناهض لمطلب إسرائيل على غير العادة، وربما يدفعهم لخيانة أوطانهم والمطالبة بتعويض عنها كأسلافهم أيضاً لطالما باتت الخيانة سهلة ومربحة إلى هذا الحد!
المصدر: خاص
شارك المقال: