Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

سائق تكسي مبسوط في دمشق؟

سائق تكسي مبسوط في دمشق؟

لم يكن يوماً عادياً أثناء توجهي إلى عملي في مدينة دمشق.. حين ركبت سيارة الأجرة.. بدا العم ذو البسمة الصباحية مريحاً نوعاً ما.. وأنا أفكر أن أناور في الأجرة كي لا يتحجج بارتفاع الدولار ويأخذ مني الضعف.

بدا يسألني أسئلة عدة قائلاً: "وين بتشتغل" فأجبت باختصار في المنطقة الحرة.. "المعروفة بالشركات المحلية والأجنبية" كي لا يسألني المزيد من الأسئلة ويظن أنني أقبض مرتبي الشهري بالدولار.

طرح سؤلاً آخر "شو بتشتغل" وأنا أنظر إليه بطرف عيني أجبت "صحفي" فرد بسؤال: "بتكتب يعني" فقلت له "نعم"، آملاً آلا يزيد الأجرة.

بدأ سائق التكسي يتهكم فقلت في داخلي: "بدأ منوال الشكوى كي يزيد الأجرة" فقال لي "يلي ما بيحس بالناس مالو من الناس".. سألت السائق الأربعيني هل أنت مبسوط؟

بابتسامةٍ خفيفة ضحك العم قائلاً من ناحية الأسرة "أي مبسوط لأني واثق بالله"، وتابع العم بالقول: "الحمدالله ما غرض ونطلب مني ببيتي إلا ولبيتو".. أما من الناحية الاجتماعية فأجاب بالنفي.

وعن سبب عدم سعادته أجاب السائق الأربعيني بصوتٍ مرتفع" إذا بتكتب روح شوف شوعم يصير بسوق الهال.. الكثير من النساء يعملن بتحميل البضاعة هناك.. إنه مشهد مؤلم للجميع، سائلاً بهذه الحالة هل أكون انا مبسوط؟.

أكمل العم حديثه مبتعداً عن شكوى حاله كي يزيد من الأجرة لربما بدا يشكو حال الناس قائلاً: " لا تروح لبعيد شوف النسوان بقدسيا كيف عم تشتغل بلم الزبالة لأنوم مافي عمال نظافة،.. روح كتوب هونيك؟ 

وتابع العم قائلاً:" قد ما كتبت ما حدا لح يسمع".. فقلت له لح يجي يوم ويسمعوا.. ربما أراد أن ينهي الحديث بحال مايحدث في البلد قائلاً "إذا الطبلة مبخوشة ماحدا بيسمع بقا ما فيك تصلحا".

استغربت من حديثه، وأردت أن أخذ نصيحة أخيرة بالرغم من عدم الإصغاء له جيداً هل أكتب عن الناس أم أتوقف، فأنهى السائق الأربعيني الحديث بجملة سخرية قائلاً "كتوب بس الطبلة مبخوشة ماحدا لح يسمع وعطيني متل العادة بس 500 ليرة ما لح كون متلون أنا بسمع!. 

 

 

 

المصدر: خاص

شارك المقال: