Wednesday April 24, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

"رصاصة" لينا قتلت "بيلا" وشغفت القارئ!

"رصاصة" لينا قتلت "بيلا" وشغفت القارئ!

وسام كنعان

لا تخذل لينا هويان الحسن قراءها! تجترح مطارح قادرة على سبك دهشتهم لحدودها القصوى.. تطوع الجغرافيا لخدمة نصها وتمتين بنائه الحكائي. المكان في جعبتها دائما يستفرد في حصته اليسيرة من البطولة، لدرجة لايقدر على مقارعته أي من شخصياتها مهما بذخت عليها من شغاف روحها! خلافا لمخيلات البدو ودروبهم المطوية على مزاج السماء العامرة بالنجوم، وسياراتهم الشوفرليه الحمراء المحملة بذاكرة أرادات لها صاحبة "سلطانات الرمل" أن تشكل بنية مجموعة أعمال روائية يشار إليها برصانة المنجز التوثيقي، تهزم لينا كل تعويل على الوقوع في فخ الرتابة والسرد المنهك. وتقلب الطاولة مجددا فوق أي نظرة استشرافية بخصوص موضوعتها التي تنأى كما العادة عن المتوقع، كأن ابنة الريف الحموي تمتلك منجما ثريا متخما بالقصص، أو مصباح علاء الدين "مارده" لا يجيد سوى الحبك المتخصص على نول الأدب. كل مرة تنبش وثيقة مجهولة وتعيد الاشتغال المضني عليها لتنتج نصا روائيا تأريخيا خارج سياق التاريخ المتداول! التاريخ الرسمي  الذي لم تدونه يوما محابر الدراويش ولا أقلام المهزومين.. كلنا اليوم مصابون بعطب الخسارة فمن يصوغ يومياتنا المرة بصدق، غير راو مجنون أصابه مس التسلل إلى مكامن مظلمة مسيجة بحرز تعاويذنا وقد دفنت فيها أسرارنا؟!!

"لم تمت بيلا برصاصة طائشة! آه يا سيسي ..  ربما تنام الحقائق نوما أعمى!" بهذه الجملة الولادة تفتتح لينا هويان الحسن نصها الجديد "لم تكن رصاصة طائشة.. تلك التي قتلت بيلا" (دار الآداب) لتمنحنا حكاية منسوجة على سنارة حبس الأنفاس، تتمكن برشاقة رياضي وخفة ساحر القبض بحزم مفرط على باقة شخصيات طافحة بالندرة و الغنى! تعاين من خلالهم قضايا جوهرية وجودية، أو علها تلملم شتات قوميات تاهت في بلاد يصعب فيها العوم على أهلها! فكيف يكون الحال بالنسبة لغرباء سكنوها مطلع القرن العشرين ثم تحولت دروبهم إلى شيفرات معقدة يحتاج تفكيكها عملا أدبيا رفيعا يعدل المزاج مثل هذه الرواية!

 

 

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: