قصص مأساوية عن أطفال "الركبان" !

حيدر رزوق
لم ينتعل "فالح" حذاءً منذ سنوات، الطفل البالغ من العمر 4 أعوام لم يعرف الحياة المدنية يوماً منذ ولادته في "مخيم الركبان" قرب الحدود السورية الأردنية، فالظروف القاهرة أجبرت والدته الحامل به على الهروب من مناطق القتال في "تدمر" نحو "الركبان" في محاولة لإنقاذ جنينها، إلا أنها لم تكن تعتقد أن المكوث في المخيم سيستمر لسنوات.
تقول "أم فالح" إحدى النساء اللواتي خرجن مؤخراً من مخيم الركبان باتجاه مدينة حمص لجريدتنا: «وجدنا أنفسنا عرضة للموت عندما دخل تنظيم "داعش" إلى مدينة "تدمر"، حيث احتجز العائلات كرهائن لعدة أسابيع قبل أن يسمح لنا بالخروج، ولكن نحو الشرق، فكان لزاماً علينا الهروب نحو مخيم الركبان في نهاية المطاف».
وتضيف المرأة البالغة من العمر 30 عاماً: «لقد وصلنا إلى المخيم ونحن على يقين أننا سنعود في أقرب وقت ممكن إلا أن الظروف تعقدت أكثر وبقينا حتى اليوم».
تواصل "أم فالح" حديثها: «لقد وصلت إلى الركبان وأنا في شهري الرابع من الحمل ثم وضعت مولودي الأول في إحدى الخيام، في البداية كانت الأوضاع المعيشية جيدة وجميع المواد الغذائية متوفرة ولاسيما حليب الأطفال، وكنا نستطيع عبور الحدود نحو "الأردن"، والعودة إلى المخيم مجدداً وبدت الأمور تسير على نحو جيد إلا أنه في العامين الماضيين بدأ الدعم عن المخيم يتراجع شيئاً فشيئاً، وبدأ المسلحون يسيطرون على جميع الموارد الخاصة بالمخيم وخاصة الغذائية منها وارتفعت الأسعار بشكل كبير ولم نعد نملك القدرة على قضاء حوائجنا بسهولة».
تدمع عينا "أم فالح" أثناء حديثها عن طفلها إن «فالح لم يعرف معنى الطفولة.. لم يحصل على لباس أنيق ولا على حذاء جميل بل بقي حافي القدمين يلهو مع رفاقه على الأرض الترابية ويفترشها وكأنها ملعبه وساحته وهو لايعلم أنها كانت سجنه...!».
«وماذا الآن.. » تقول "أم فالح" «الآن اعتقد أنني ولدت فالح من جديد فأنا أراه يرتدي ملابس العيد ويأكل طعاماً نظيفاً وساخناً لم يعهده منذ ولادته».
تنهي حديثها بالقول: «أدعو الله أن يسهل أمر كل من بقي في المخيم ويساعدهم على الخروج منه».
حال المرأة الثلاثينية كحال معظم النسوة اللواتي أنجبن في المخيم وعانين الأمرين في محاولة تأمين لقمة العيش لأطفالهن الذين لم يعرفوا حتى أين تقع بلداتهم وقراهم ولا شكل الطفولة الحقيقية.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: