قسد تكتب رواية الهروب لترامب
عبد الغني الحمد
بعد أحدَ عشرَ ألف قتيل، وواحد وعشرين ألف جريح، أعلنت ميليشيات قسد ما وصفته بالنصر الكبير على داعش، نصرٌ أوصل مقاتليها للقمة، وباتوا يتطلعون للحفاظ عليها، لا بل إضافة إنجاز آخر إلى جعبتهم، سياسيٌ هذه المرة .
ما إن سكتت البنادق في آخر جيوب داعش في الباغوز، حتى خرج من الميلشيات من يدعو دمشق للاعتراف بإدارة ذاتية على المناطق التي سيطروا عليها، وكأنهم أرادوا بهذا اليوم، أن يُكتب نصر مؤزر واستقلال ذاتي مجيد، يتحول فيما بعد لعيد يحتفلون به كل عام، هي السيناريوهات التي اشتهوها، لكن الرياح لا تجري دائماً مع ما تشتهيه السفن، خاصة وأن دمشق ترفض كل حل لا ينتهي بالتأكيد على وحدة الأراضي السورية كاملة.
قبل فترة قصيرة من نهاية المشهد في الباغوز، تحدثت مصادر عن طرد قسد لكل الفصائل غير الكردية التي حاربت معها، لأسباب عديدة، أهمها السيطرة على كل الأموال التي خلّفها مقاتلو داعش قبيل نهايتهم، إضافة لتصدير الانتصار على أنه صناعة خاصة بميلشيات قسد دون غيرها، ولذلك اعتبارات لا تخصً الميليشيات وحسب، وإنما يمتد تأثيرها للبيت الأبيض في واشنطن.
هو الانتصار الذي خلق الهروب لبطل السلطة في البيت الأبيض، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيأكل حلوى الانتصار على التنظيم الذي أرهق العالم وأرهبه، ويهرب بعيداً عن ملاحقات خصومه الذين أعادوا إحياء قضية الحملة الانتخابية، التي تسلّم بموجبها مفاتيح السلطة في بلاد العم سام، إذ إن وسائل الإعلام الأمريكية المؤيدة لترامب، ستصوره على أنه بطل قومي للولايات المتحدة وصانع انتصار دون أن يخوض حرباً مباشرة ضد أية دولة، وهو ما فشل فيه رؤساء كثر من قبله، لذا حق لترامب أن يحتفل ولقسد أن تطالب، ولدمشق أن تقبل أو ترفض.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: