Friday April 26, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

قسد.. حرب على فقراء الشرق

قسد.. حرب على فقراء الشرق

خاص

 

يتحدث الكثير من سكان المناطق المنكوبة بالحرائق في محافظة الحسكة، عن "سيارة فان مغلة بيضاء"، تظهر فجأة في قراهم لتختفي قبل اشتعال الحرائق، ويعتقد البعض منهم إن هذه السيارة تعود لـ "قوات سوريا الديمقراطية"، وإن مهتها إحراق المحاصيل الزراعية قبل حصادها، بما يبقي سكان المنطقة ضمن دائرة العوز المادي لأطول فترة ممكنة، لكن ما الذي تستفيده "قسد"، من مثل هذه الأمر لو كانت حقاً هي من تقف وراء الحرائق..؟

بعض الحرائق في الريف الشرقي من محافظة الحسكة، بدأت من أراض شخصيات من العشائر العربية تجاهر بعدائها لـ "قوات سوريا الديمقراطية"، ومن ثم امتدت إلى أراض أخرى، فيما يعتبر البعض من سكان المنطقة، إن الغاية من هذه الحرائق الإبقاء على السكان تحت رحمة المعونات والمساعدات المقدمة من المنظمات التي تتحكم "قسد"، بآلية عملها، لتبقى الحاجة لـ "الكرتونة"، الضامن للحصول على ولاء السكان، فيما يقول مصدر صحفي مقرب من "قسد"، إن تفكير قيادات الميليشيات العاملة لصالح الإدارة الأمريكية في المنطقة الشرقية، يقوم على أساس إن إبقاء السكان مشغولين بالبحث عن لقمة عيشهم سيشغلهم عن السياسة والتفكير بمقاومة وجود هذه الميليشيات، فالفقر أشد الأسلحة التي ترسخ لوجود المحتل.

تحاول ميليشيا "قسد"، تصويب بوصلة وسائل الإعلام لاتهام تنظيم "داعش"، بالوقوف وراء الحرائق، والأمر في صورته الأولى مقنع نسبياً، ذلك إن التنظيم يبحث فعلاً عن الثأر والانتقام من السكان الذين رفضوا وجوده، لكن "أبو بكر البغدادي"، ومن يحيط به من اتباع لا يخجلون عادة من أي فعل، بل إنهم يذهبون نحو المفاخرة بـ "جنود الخلافة"، وما يرتكبونه من جرائم على إنها من أنواع "الجهاد" الضامن له الدخول إلى الجنة، والدليل على إن "داعش"، لم يذهب نحو إحراق هذه المواسم، هو أن صحيفة صادرة عن التنظيم باسم "النبأ"، تبنت في عددها الماضي ثلاث حرائق فقط في المنطقة التابعة لمدينة "مركدة"، وهذا الرقم ضئيل جداً قياساً على تسجيل أكثر من 80 حريقاَ، منذ أسبوعين وحتى الآن.

إن إحراق المواسم الزراعية قبل حصادها، يضمن لـ "قوات سوريا الديمقراطية"، عدم وصول المحصول إلى مستودعات الدولة السورية، وذلك لأن الدولة طرحت سعراً يزيد بـ 35 ألف ليرة سورية للطن الواحد من القمح، ومثلها للشعير، ولا يمكن لتجار السوق السوداء أو ما يسمى بـ "الإدارة الذاتية"، منافسة الحكومة في شراء مواسم العام الحالي، لذا ولأن من الخطر بالنسبة لواشنطن إخراج "دمشق"، من دائرة استيراد الحبوب، إلى مساحة من التصدير التي تعوض فاقد العملة الصعبة في خزينة الدولة، فإن من الطبيعي أن تقوم قوات الاحتلال الأمريكي بتوجيه عملاءها لإتلاف أكبر قدر ممكن من المحاصيل الزراعية.

إن حرباً تشنها "قسد"، على رغيف الخبز السوري، تؤكد مجدداً على إن الميليشيات التي تزعم العمل الوطني لأهداف سورية خالصة، ما هي إلا أداة تشبه السكين في اليد الأمريكية التي تحاول تقسيم الدولة بحسابات اقتصادية لا سياسية، والهدف، استنزاف أكبر قدر ممكن من مصادر تمويل الخزينة العامة، حتى إذا ما تم الاتفاق على حل ما، تكون "دمشق"، عاجزة اقتصادياً.

 

المصدر: خاص

شارك المقال: