Thursday March 28, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

قنبلة موقوتة في سوريا.. فهل تنفجر بوجه "أوروبا" ؟

قنبلة موقوتة في سوريا.. فهل تنفجر بوجه "أوروبا" ؟

تتحدث الأرقام الصادرة عما يسمى بـ "الهلال الأحمر الكردي" التابعة لـ "قسد"، عن وفاة 169 طفلاً في "مخيم الهول"، خلال الأشهر الأربعة الماضية، فيما يزعم المرصد المعارض أن عدد حالات الوفاة بين الأطفال وصل إلى 186 طفلاً خلال أسابيع، كما تركز وسائل الإعلام الأوروبية على الحديث عن المخيم بكونه "مخيم للنازحين المدنيين"، يعاني من أوضاع إنسانية كارثية، وإن كانت الحكومة الفرنسية تتحدث عن تقديمها لمبلغ مليون يورو لإغاثة المدنيين في المخيم، فإن الأمم المتحدة قد خصصت 4.5 ميلون دولار امريكي لإغاثة ساكنه، علما أن "مخيم الهول"، تضخم بفعل الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة الأمريكية بين "قوات سوريا الديمقراطية"، وتنظيم "داعش"، ليسلم الأخير ريف "دير الزور" الجنوبي الشرقي مقابل الخروج الآمن لعناصره وعوائلهم إلى المخيم، ونقل إليه خلال اقل من شهر أكثر من 63 ألف شخص من بلدة "باغوز فوقاني"، وبمعرفة أن عدد سكان المخيم الحاليين وصل إلى 74 ألفاً، يظهر أن نحو 85% من قاطنيه هم من عناصر تنظيم "داعش"، وعوائلهم.

المعلومات التي حصلت عليها "جريدتنا" تؤكد أن عدد الوفيات الكلي منذ إجلاء عناصر "داعش" وعوائلهم من ريف "دير الزور" هو 147، من بينهم 44 طفلاً فقط، وغالب حالات الوفاة بين الأطفال ناتجة عن سوء التغذية الشديد الذي يعاني منه 350 طفل آخرين، كما تؤكد مصادر خاصة من "إدارة المخيم"، أن المعلومات المروجة من قبل وسائل الإعلام أو الجهات التابعة لـ "قسد"، مثل هلالها الأحمر، تأتي بهدف توظيفها سياسياً، لكسب تعاطف الدول الرأي العام في أوروبا مع قضيتها لتحصيل الدعم الأوروبي حكومياً في إعالة قاطني المخيم كهدف قريب، والحماية من الجموح التركي وتدعيم موقفها على الطاولة السورية في الهدف الأبعد نسبيا.

يربط هذا الملف مع توجه الحكومة الأمريكية إلى توسيع أحد السجون التابعة لـ "قسد" في مدينة الشدادي، بهدف تحويله إلى معتقل أساسي لعناصر تنظيم "داعش"، بعد نقلهم من مجموعة السجون التي أقامتها قسد في مناطق انتشارها، وهذا ما يحول التنظيم إلى ورقة بيد الأمريكيين للضغط على الحكومات الأوروبية التي لا ترغب باستعادة مواطنيها من المتشددين خوفا من تحولهم إلى تهديد لأمنها الداخلي، ولا تجد "قوات سورية الديمقراطية" ضيراً من التحركات الأمريكية في هذا الخصوص، فهو يعني بقاء أمريكي في الأراضي السورية وإن كان بصورة أقل من التي تريدها لضمان استمرارية وجودها على خارطة الحدث السوري ميدانيا وسياسيا.

ما بين "مخيم الهول"، و "المعتقل الجديد"، يبدو أن مؤتمراً دولياً يلوح في الأفق لتقسيم التكلفة المالية على الدول التي يهمها بقاء عناصر تنظيم "داعش" في سورية، وستكون الولايات المتحدة الأمريكية هي العقل المدبر وأمين الصندوق في آن معاً، وإن وجدت الدول الأوروبية إن مثل هذا المؤتمر قد يحدث ضجيجاً إعلامياً غير مرغوب به، ستذهب نحو الدفع تحت شعارات إنسانية للمنظمات الأممية للإبقاء على "مخيم الهول" كـ "وطن بديل" للمتشددين، ما يخدم المصلحة الأمريكية في سوريا، هنا تجدر الإشارة إلى معلومات حصلت عليها "جريدتنا" من مصادر كردية رفضت الكشف عن هويتها، أن عملية إنشاء أسوار عالية وإقامة أبراج مراقبة بالكاميرات الحرارية، مع مضاعفة عدد العناصر المكلفين بحراسته وتأمينه من الداخل ستكون ضمن أولى الخطوات التي تتخذها "قسد"، مع بدء الحصول على الدعم الدولي في إعالة المخيم، إضافة إلى وجود طلب من "قوات سوريا الديمقراطية"، بتحويل الخيام إلى "كرفانات"، ما يسمح بإقامة طويلة الأمد للعناصر المتشددة فيه.

وهذا يعني إن رسائل التهديد التي نقلتها وسائل الإعلام التي سمحت لها "قوات سورية الديمقراطية" بمواكبة خروج المتشددين من منطقة "باغوز فوقاني" بريف دير الزور الجنوبي الشرقي، تلقفتها الحكومات الأوروبية بالكثير من الحذر والخوف، فالنساء والأطفال الذين وقفوا أمام كاميرات كبريات المحطات الإخبارية ليؤكدوا على نيتهم الاستمرار في سعيهم لإنشاء "دولة الخلافة"، كانوا يقدمون خدمة مجانية لكل من الإدارة الأمريكية و "قسد"، في جعل "مخيم الهول"، ورقة ضغط شديد على دول الناتو تحديداً، وذلك إثر رفضها مقترح الرئيس الأمريكي بالمشاركة في "قوة المراقبة" التي يريدها بديلا عن القوات الأمريكية في سوريا، إلا أن المؤشرات الحالية تقول بأن البيت الأبيض نجح بتحصيل التمويل الأوروبي لمشاريعه القادمة في الشرق السوري، ما قد يعرقل الذهاب نحو تسوية ملف المنطقة الشرقية لوقت أطول، الأمر الذي لن يعجب الحكومتين السورية والروسية، ولعل موسكو تذهب نحو تقديم مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي حول عملية إعادة الأجانب إلى دولهم الأم من الأراضي السورية، لكن القائمين على هذا المشروع في واشنطن وحلفاءهم يمتلكون ثلاث أصوات ممكن أن تستخدم حق الاعتراض والتعطيل المعروف باسم "فيتو".

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: