نزار علي بدر :"رسالتي وصلت"

رماح زوان
بعد ابتسامة هادئة يجيب نزار علي بدر عند سماعه سؤال "لماذا حصل كل ذلك" بعد ظهوره في برنامج المواهب على قناة mbc ، يجلس متربعاً على سطح منزله في الضاحية الجنوبية باللاذقية الذي جعل منه معرضاً مفتوحاً لأعماله، ويفحص الحجارة التي حملها من شاطئ رأس البسيط المطل على جبل الأقرع شمال اللاذقية، ويقول "أتعامل مع أقسى أنواع الحجارة ونعيش أقسى الظروف المعيشية لا بأس ببعض القساوة من كلام الناس".
لا يؤلم الفنان نزار النقد اللاذع الذي تعرض له من قبل البعض، بقدر حزنه لأنه تحول لجدالات بين مؤيد ومعارض لظهروه على قناة سعودية وموقفها تجاه الأزمة السورية، حيث رأى البعض أن الفنان نزار أكبر من أن يقيمه من هو أقل منه خاصة على قناة سعودية، فيما رأى كثيرون أن نزار حمل رسالة من سورية إلى العالم عبر منبر القناة المذكورة. وكان قد رسم بالحجارة لوحة تمثل الهجرة القسرية التي فرضتها الحرب في سوريا على كثير من السوريين الذين تعرضوا للإرهاب . يقول نزار في حديثه مع جريدتنا "لا أستطيع أن أرى السوريين سوى يداً واحداً ستعمل لإعادة بناء ما هدمته الحرب"، نافياً خروجه في البرنامج سوى من أجل سورية والسوريين .
يجسد الفنان نزار علي بدر معاناة السوريين على امتداد الجغرافيا السورية بلوحاته ومنحوتاته الحجرية من نزوح قسري إلى الموت الذي تسببه الإرهاب إلى الفساد الذي ينخر في جسد السوريين، ما جعل متابعيه يصفوه بأنه "جعل الحجارة تنطق"، يتعامل نزار مع الحجارة كأنها كنز ثمين، يجمعها من شواطئ اللاذقية وجبالها بعناية ويعيد كل حجر لا يستخدمه من حيث جمعه، يردف "علّ أحداً يتعلم الفن ذاته ويقصد الحجر ويشكل منه لوحة جميلة"، ولا ضير في قبلة لذلك الحجر فهو صنع من نزار فناناً قصدته الكاتبة الكندية "مارغريت رورز" التي اختارت صور منحوتاته لكتابها الذي حمل عنوان "حصى الطرقات" ويحكي عن رحلة عائلة سورية لاجئة ذاقت الأمرّين خلال رحلتها القاسية، وصدر في كندا مؤخراً وتُرجِم إلى عشر لغات، كما احتفى مهرجان "ليفييست" السينمائي الدولي في العاصمة البرتغالية لشبونة عام 2017 بأعماله، وعرض خلال المهرجان فيلم "صور من الشرق" للموسيقي العالمي "جدون كريمر" ومن إخراج الإيطالي "ساندرو كاشيلي"، حيث يعتمد الفيلم على لوحات الفنان نزار وتشكيلات من أعماله معموسيقا تصويرية تنسجم مع روح الفيلم ومضمون الأعمال المنتقاة.
وجسد نزار خلال الأزمة السورية جميع مفاصل الحياة بأكثر من 25 ألف تشكيل، ومنها لوحات لها إيحاءات جنسية كان قد تعرض للنقد بسببها خلال الجدل الأخير الذي حصل، يقول نزار "من منا لا يمارس الجنس لينجب أطفال يحملون اسمه" مبدياً استغرابه من منتقديه على هذه اللوحات، ويضيف "حريص على توثيق جميع مفاصل الحياة عبر فن الرسم بالحجارة" مبرراً ذلك بأنه يريد أن يترك خلفه فنّاً متكاملاً ترثه الأجيال وتتعلم منه .
كما يصر الفنان نزار على نفي كل الإشاعات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي واتهمته ولجنة تحكيم برنامج المواهب بالتمثيل البكاء وابتذال المشاعر بسبب اللوحة التي نالت إعجاب اللجنة والجمهور بشدّة، قائلاً "لا يمكن لأحد أن يشكك بعلاقتي مع أمّي، كذلك سوريا"، وكشف عن أن ما عُرِض في الحلقة كان جزء بسيطاً من تأثر لجنة التحكيم باللوحة التي قدمها، مضيفاً "كانت غايتي أن يعلم الجميع بأن سورية لا تزال تنجب فناً وليد حضارة يُستشهد شبان من أجل حمايتها"، تدمع عينا جبل صافون قائلاً "رسالتي وصلت".
المصدر: خاص
شارك المقال: