مزارعو التبغ يستدينون المال لحراثة أراضيهم في "القدموس"

نورس علي
«أدينا مصاري على موسم الدخان، حتى يكون فينا نفلح الأرض ونشتري السماد، لأن التأخير ما من مصلحتنا»، هذا حال مزارع التبغ "نظير معروف" من ريف مدينة "القدموس" والمشابه لحال جميع مزارعي التبغ في المدينة وريفها.
بدأ الأمل الذي يعيش عليه مزارعو التبغ في مدينة "القدموس" وريفها منذ أكثر من عام بالاختفاء، رغم الوعود الكثيرة والتصريحات الرنانة بأن محصول التبغ محصول اقتصادي ومدعوم من قبل الجهات المعنية، وفق ما قال المزارع "نظير معروف" لجريدتنا، وأضاف أن الشكوك بدأت تعشعش في عقولنا كمزارعين، بعدم تسليمنا مستحقاتنا المالية من قبل المؤسسة العامة للتبغ كعقوبة لنا، لأننا أثرنا موضوع تأخر صرف مستحقاتنا المالية ومزاجية تعامل خبراء الكمسيون مع الإنتاج والمزارعين وفق أهوائه ومدى رضاه عنا، منذ فترة قصيرة عبر وسائل الإعلام، مدعوم بالأدلة والشهادات الحية.
وتابع: «لماذا هذا التأخير بحقنا، وكيف لنا أن نجهز أراضينا لزراعة الموسم القادم من التبغ، خاصة وأنه الموسم الاقتصادي الوحيد بالنسبة لنا الذي يؤمن سبل معيشتنا واستمراريتنا في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، ومع كل هذا قمنا باستدانة المال من الأصدقاء والصيدليات الزراعية لنتمكن من تجهزي الأراضي بالحراثة المتكررة والتسميد، مما سيرتب علينا التزامات مالية إضافية حين السداد».
المزارع "حسين ونوس" أكد أن إنتاج التبغ يحتاج إلى عدة مراحل من العمل المتواصل، تبدأ بالخطوة الأولى والأهم وهي حراثة الأراضي وتسميدها عدة مرات بدأً من هذه الأيام، حيث تصل كلفة هذه المرحلة إلى حوالي /50/ ألف ليرة للدنم الواحد، وهذه المرحلة لم يتمكن البعض من القيام بها حتى الآن، والبعض الآخر استدانت المال للبدء بها».
مصادر خاصة لجريدتنا أكدت أن «لجان "سهل الغاب"، و"حمص"، و"طرطوس"، لم تنتهي من عملها بعد، ولا يمكن توقيع كشوفها المالية بشكل منفرد بكونها في كشف مالي واحد، وأن العجوزات المالية لمؤسسة التبغ والتي سببت التأخر في صرف مستحقات مزارعي التبغ تبلغ حوالي خمسة وعشرين مليون ليرة، منها حوالي مليونان ليرة لمكتب قريتي "النواطيف" و "بدوقة" لحوالي /100/ مزارع، حيث يبلغ عدد مكاتب "الريجة" في شعبة بانياس حوالي أثني عشرة مكتب لم توزع لها مستحقاتها المالية».
اللافت أن صفحة رئاسة مجلس الوزراء نشرت خبر مفاده "أظهرت الكميات المستلمة من محصول التبغ لهذا العام، زيادة واضحة في الكمية والقيم الممنوحة للمزارعين مقارنة مع العام الماضي، حيث بلغت الكميات التي استلمتها المؤسسة العامة للتبغ لعام 2018 _ 2019 /13893/ طن، وتم تسديد قيمتها والبالغة /20.933/ مليار ليرة للمزارعين كاملة، وان الزيادة الكميات بحسب المؤسسة العامة للتبغ بلغت 32 بالمئة، في حين زيادة في نسب القيم الممنوحة للمزارعين بلغت 19 بالمئة.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: