موسكو وأنقرة.. والقشّة الجديدة!
يبدو أن الاتصال الهاتفي الذي جرى اليوم بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان بشأن الوضع في إدلب، لم يفضِ إلى نتائج إيجابية.. هذا مايوحي به بيان الخارجية الروسية الذي جاء لاحقاً للاتصال، بانتظار نتائج توجّه وفد من أنقرة إلى موسكو خلال الأيام المقبلة لتحديد الوجهة النهائية للعلاقات الروسية – التركية في ظل التوتر القائم.
موسكو هاجمت أنقرة، وحمّلتها مسؤولية التدهور الحالي، وقالت إن تركيا فشلت في الوفاء بالتزاماتها بموجب مذكرة سوتشي، ونقلت وحدات ما يعرف بالمعارضة المسلحة المعتدلة إلى شمال شرق سوريا إلى منطقة عملية "مصدر السلام" وإلى ليبيا.
في المقابل، وبلهجة غير معتادة تجاه الروس، وجّه أردوغان اتهاماً مباشراً لموسكو بأنها تهاجم «المدنيين في إدلب، وترتكب مجازر»!، وهو مايوحي بأن كل الاتصالات وجولات الوفود بين الطرفين لم تثمر عن نتائج، أو يصدر عنها أي اتفاق ملموس، فهل ترتكب تركيا خطأ جديداً في ظل التوتر القائم، كما حدث عندما أسقطت مقاتلة روسية عام 2016، وأدت إلى قطيعة روسية – تركية، وعقاب اقتصادي روسي، أرغم تركيا على الاعتذار والعودة خطوة إلى الوراء، وهل تقصم القشّة الجديدة ظهر البعير؟!
الرئيس التركي يلجأ مجدداً إلى اللعب على المتناقضات، ويلوّح بالاستعانة بالولايات المتحدة، التي تدعم خصومه الأكراد في الشمال، ولم يستبعد إجراء محادثات مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب فيما يتعلق بالوضع في إدلب، وكان وصل المبعوث الأميركي الخاص لسوريا جيمس جيفري إلى أنقرة في وقت متأخر الثلاثاء للقاء مسؤولين أتراك، ولا شك أن واشنطن ستستغل الخلاف الروسي التركي لتحقيق مكاسب، ومحاولة زيادة العداء الكامن بين الطرفين.
في ظل هذه المعمعة الإقليمية، يواصل الجيش السوري تقدمه، غير مكترث بالتهديدات التركية، فيما تعتبر دمشق تصريحات أردوغان «جوفاء وفارغة وممجوجة»، ولا تصدر إلا عن «شخص منفصل عن الواقع»، وتقول إن تركيا هي من تتحمل مسؤولية تداعيات وجودها غير الشرعي في سوريا.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: