Thursday October 31, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

مؤتمر وارسو .. رسائل رمزية وأهداف غير مسبوقة

مؤتمر وارسو .. رسائل رمزية وأهداف غير مسبوقة

 




 عبد الغني الحمد
إلى وارسو تتجه أنظار العالم، حيث يتواجد القطبان الآن شرقاً، فالولايات المتحدة زجّت بكل ثقلها في العاصمة البولندية لإنجاح مؤتمرها القادم، وقد دعت حوالي سبعين دولة للاجتماع والتشاور بشأن "مستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط"، والهدف المعلن حشد تحالف دولي عربي جديد ضد إيران، ينهي دورها ويقزّم حجمها، ويكوي تطلعاتها، إن أمكن.
لعلّ المؤتمر لا يحمل من اسمه شيئاً، فلا سلام ولا أمن وفقاً للرافضين، وهم بلا شك مكوّن رئيس للمنطقة المستهدفة أمريكياً من الاجتماع، بل إنه على النقيض تماما، فالرفض الإيراني للمؤتمر ومقاطعة الفلسطينيين بمختلف أطيافهم له، يظهر حجم الشقاق في المواقف السياسية، ويكرّس الصراع الفلسطيني الاسرائيلي من جهة، والصراع الإيراني الأمريكي من جهة أخرى.
الدعوة الأمريكية للفلسطينيين بحد ذاتها، أثارت استنكاراً كبيراً لوسائل إعلام عربية، والتي اعتبرت ذلك استمراراً في تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني، وإمعاناً في سياسة القهر التي تنتهجها قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية من قتل واعتقالات واستيطان، وكأن واشنطن دعت الفلسطينيين لاختيار طريقة موتهم في هذا المؤتمر، وما يجعل الأمر أكثر صعوبة على الفلسطينيين دون غيرهم، الأنباء التي تحدثت عن مشاركة عربية خليجية، هدفها في الدرجة الأولى إنشاء تحالف عربي أمريكي إسرائيلي، وهو ما يعني الانتقال من حالة التطبيع إلى التحالف العسكري المباشر بين إسرائيل ودول عربية .
المؤتمر الأمريكي المزمع، بسط أهدافه أكثر، والأفق الأمريكي اتسع نحو إيران أيضاً، لا بل إنه جعل منها هدفاً رئيسياً أمام القوى الدولية، ما دعا طهران للرد والذي أتى على لسان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، عندما وصف المؤتمر بأنه "سيرك يائس مناهض لإيران"، وذلك مباشرة بعد أن كشف مسؤولون أمريكيون أن زيارة وزير الخارجية، مايك بومبيو لبولندا، هدفها إنجاح المؤتمر الذي تأمل واشنطن أن تشكل فيه تحالفا ضد طهران.
في الوقت الذي تعلن الإدارة الأمريكية أن هدف مؤتمر وارسو الأساسي، تنظيم وحشد المجتمع الدولي ضد إيران، إلاّ أن تسريبات من قبلها أشارت إلى أن الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي، سيكون أحد الملفات المهمة التي سيتناولها المؤتمر، وأن هناك أكثر من احتمال أن يضع وزير الخارجية الأميركي، والمبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات المشاركين في صورة "صفقة القرن" الأمريكية، فيما ذهبت مصادر أخرى أبعد من ذلك باحتمال إعلانها في المؤتمر.
التوقيت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة عقد المؤتمر، يجعل منه أحد أهم عناصر الرهان على نجاحه وفق الرؤية الأمريكية، إذ إنه يسبق الانتخابات الإسرائيلية التي يخوض بنيامين نتنياهو غمارها، إضافة لتزامنه مع الذكرى الأربعين للثورة الإيرانية وما يحمل في ذلك من رسائل رمزية تود واشنطن تمريرها لطهران، وما بين التوقيت والرسائل تكمن الأهداف الأمريكية الكبرى.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: