Friday April 18, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

متسولو «الوردة الحمراء».. من «باب توما» حتى «سوق الحميدية»

متسولو «الوردة الحمراء».. من «باب توما» حتى «سوق الحميدية»

 

«الله يخليك اشتري مني عمو» بهذه العبارات يبدأ علي بيعه، يحمل ابن "10 سنوات"، بيديه باقة ورد حمراء اللون يعرضها للبيع ويلح في سؤاله، محاولاً أن يضع الوردة في يد العابرين كي يجبرهم على قبول عرضه.

لم يكن علي الطفل الوحيد، فله زملاء في العمل من أول ساحة باب توما بدمشق حتى نهاية "سوق الحميدية"، أطفال صغار يمتهنون التسول بحرفية عالية على  شكل بائعي ورد، يعترضون معظم المارة منذ بداية الطريق ويحاولون بشتى السبل الممكنة أن يبيعوا الناس وردة بسعر لا يقل عن 500 ليرة سورية.

يختار هؤلاء الأطفال زبائنهم بعناية فهم يتوددن كثيراً لكل شاب يمشي بجوار صبية بغية إحراجه ليشتري لها وردة، ومن الجمل التي تسمعها «خدلها وردة الله يجوزكن لبعض»، بل إنهم يتقنون فنون الرد في حال رفض الشاب وهم مجهزون بأجوبة سريعة وشافية، لا يمكنك أن تهرب من هؤلاء الأطفال فهم موجودون عند كل منعطف وفي كل زاوية في دمشق القديمة وعلى امتداد الشارع حتى تصل سوق الحميدية متجاوزاً الجامع الأموي الكبير.

هذا العدد من الأطفال وبهذه الطريقة المنظمة لا بد أن يثير الشبهة، من أين أتى كل هؤلاء، ولماذا يكثفون نشاطهم مساء في وقت محدد، هل يمكن أن يحدث كل ذلك صدفة أم أن ذلك لا بد أنه يحدث بشكل ممنهج وتقف خلفه شبكة ورؤوس كبيرة تستغل هؤلاء الأطفال لكي تجني ثروات كبيرة على حساب تلك الأيادي الصغيرة دون مجهود يذكر؟.

ربما لا حاجة لتوجيه الأسئلة إلى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والتي غالباً ما تنكر معرفتها بهذا الأمر، دون أن تحرك ساكناً أو أن ترعى هؤلاء الأطفال وتنقذهم من التشرد والضياع.

ورغم زيادة هذه الظاهرة وتفشيها بشكل كبير بسبب الفقر وظروف الحرب، لا تملك الوزارات الرسمية إحصائيات وأرقام عن عدد المتسولين في سوريا. فكيف لها أن تعالج ظاهرة يصعب قياسها؟.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: