Friday November 22, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

«متل عنا».. ملياردير يتبرع بثروته للخير !

«متل عنا».. ملياردير يتبرع بثروته للخير !

 

ينشغل حيتان السوق السورية بتكديس الأموال التي يجنونها من الأزمات التي تعيشها البلاد، فكل عقدة تواجه المواطن السوري ألف حلال من تجار اﻷزمات، ودون أن يفكر أي من هؤلاء الحيتان بدعم المجتمع السوري من خلال ممارسة "الرحمة بالأسعار"، ولعل من المحزن بمكان أن تنقل صحيفة "ذا غاردينا"، البريطانية خبراً عن تخلي "تشاك فييني"، عن ثروته التي كانت تبلغ ٨ مليار دولار للأعمال الخيرية وهو على قيد الحياة، وللأمانة لا يفكر المواطن السوري بأن تاجراً أو تويجراً في السوق السورية يمكن أن يتخلى عن ثروته التي بناها من عرق جباه الفقراء، بل يأملون أن يقوم بعضها أو أياً منهم بخفض أسعاره والتخلي عن استثمار الأزمات وزيادة فاعليتها على المواطن.

فييني وهو أمريكي من أصل إيرلندي، قدم خلال ٣٨ عاماً مضت هبات للجمعيات الخيرية والجامعات حول العالم بهدف تحقيق هدفه المتمثل بـ "السعي الى الصفر ... للتخلي عن كل شيء يملكه"، وقد وصل ابن الـ ٨٩ عاماً إلى هدفه هذا الأسبوع من خلال توقيعه لأوراق حلّ مؤسسة "The Atlantic Philanthropies "التي أسسها سراً في العام ١٩٨٢ لتكون واجهة للأعمال الخيرية التي يقوم بها، وعلى الرغم من حالته الصحية السيئة، فقد قال "فييني"، للصحيفة البريطانية خلال مراسم التوقيع، أنه "راضٍ جدًا عن إكمال هذا بينما أنا على قيد الحياة". من شقته الصغيرة المستأجرة في سان فرانسيسكو".

تقول الصحيفة أن "فييني"، عاش أسلوب حياة بسيط جداً ، ولم يمتلك سيارة أو منزلًا ، و كان لديه زوجًا واحدًا فقط من الأحذية. كان يسافر بالطائرة في الدرجة الاقتصادية فقط، بينما يقول مواطن سوري أن حيتان السوق يعيشون بعيداً عن عيون الناس ليتمتعوا بما امتصوه من دم الشعب السوري عبر سلسلة الأزمات التي نعيشها منذ العام ٢٠١١.

ويشير إلى أن الفارق الذي نعيشها انعكس من خلال وقوف الآلاف من الناس في طوابير الخبز والبنزين وعلى أبواب السورية للتجارة، بينما كان هناك من يقف على طابور دخول حفلة مترفة لمطرب من الدرجة العاشرة، ليدفع مبالغاً تعد ثلاث أضعاف دخل الأسرة الفقيرة التي تحاول جاهدة أن تصل إلى آخر الشهر بأقل قدر من الديون، آملة أن تصرف تصريحات الوزراء والمسؤولين ذات يوم على أرض الواقع.

فييني لم يكن الأول من اثرياء العالم الذين يتخلون عن ثرواتهم بشكل كلي أو جزئي للأعمال الخيرية، وبالمقابل لن يكون مطلقاً ضمن ثقافة التجار السوريين ولو شخصاً واحداً يمكن أن يتبرع بجزء من ثروته للأعمال الخيرية، ولا نعرف في جريدتنا لماذا نقوم بمثل هذه المقارنة إذا ما كان "حيتان السوق"، بعيدين كل البعد عن العمل الإنساني، لكن ربما نحاول أن نشير للسادة المسؤولين إلى ضرورة الملاحقة الضريبية الجادة لكل تجار السوق، واستثمار اموال الضرائب بشكل جدي في حلحلة الأزمات التي يعيشها المواطن ولو بشكل جزئي، مع تشكيكنا بأن أحلامنا الوردية يمكن أن تجد لنفسها مكاناً على أرض الواقع الذي تعكسه الطوابير الطويلة.. الطويلة جداً.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: