مسلسل "أستانا" تابع.. فماذا بعد ؟!

حبيب شحادة
لا شك أنّ السوريين لا يرغبون باستمرار مسلسل "أستانا" وحلقاته المتعددة وصولاً للحلقة 13، التي فَشلت في إعلان "اللجنة الدستورية"، ونجحت في تطبيق وقف لإطلاق النار في "إدلب" ومحيطها حتى الآن، ومسار "أستانا" الذي انِطلق أول مؤتمر له في العام 2017، لم يَنتج ما هو أهم من مناطق خفض التصعيد في المؤتمر الرابع "أستانا 4" في 4/ أيار /2017.
حيثُ قللت اتفاقية خفض التصعيد مستوى العُنف، وجعلته بحده الأدنى ضمن نطاق جغرافي ضيق، مع ما تعرض له هذا الاتفاق من إخفاقات متكررة، ليبقى السؤال اليوم، ماذا بعد أستانا 13؟ وإلى متى الاستمرار في سياق مسار لا يقدم مُنتج جديد قابل للتطبيق العملي؟
وتعتبر "الترويكا الحاكمة" لمسار أستانا، تملك كل مقومات الخلاف بين أطرافها، بحكم اختلاف الأجندات والمصالح، وبقائها بالحد الأدنى الذي يحفظ هذا المسار من الانهيار، ويبقيه دون جدوى حقيقية قادرة على لجم الصراع، والمضي قدماً به نحو حل سياسي توافقي بين أطراف الصراع.
كما أنّ الخلافات منذ أستانا 4 وحتى أستانا 13، ما زالت قائمة بين الضامنين، حول تطبيق اتفاق "سوتشي" وإخراج المتطرفين، وتحديداً هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة سابقاً" من المنطقة العازلة في شمال غرب "إدلب"، والتي أعلن زعيمها "أبو محمد الجولاني"، رفض الانسحاب من المنطقة المنزوعة السلاح.
كذلك شكلت جولات المبعوث الخاص إلى سوريا "غير بيدرسون"، تفاؤلاً يُبشّر بأنّ "اللجنة الدستورية" سَتولد قريباً بُعيد جولاته على "دمشق"، وغيرها من عواصم القرار المعنية بالموضوع، ليتبين لاحقاً وخلال أستانا 13 أنّ موضوع اللجنة، ما زال مُعلّقاً لجهة كتلة المجتمع المدني، والتي تعترض "تركيا" على اسم شخص ضمن القائمة يحمل الهوية الكردية.
هنا ربّما شكل غياب "بيدرسون" عن "أستانا" 13 نتيجة مرضه، مُعضلة جديدة في ملف "اللجنة الدستورية"، التي تأجل البحث فيها إلى اجتماع قادم يضم "الترويكا الضامنة"، في الحلقة 14 من مسلسل استانة، أو ربّما تعلن في اجتماع الرؤساء الثلاثة في 11/9/ 2019 في أنقرة.
يبقى مسار "أستانا" محكوم بعدم قدرته على إنتاج حل سياسي شامل، لافتقاده للدعم الأممي من جهة، ولخلافات ضامنيه لجهة ثانية، ولقدرة الأمريكي لجهة ثالثة، على عرقلته، كما أنّ بقاءه قائم في إطار القدرة على الانعقاد فقط، دون خلقه حل، أو تحريك لعجلة المفاوضات، أو تغيير واقع الميدان العسكري، لا يخرج عن كونه طبخة بحص لا تسمن ولا تغني من جوع، ومن الأفضل إشهار حلقته الأخيرة كي لا يمل المشاهدين.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: