"مشاهير كورونا".. تريند أم ماذا ؟؟
وفقاً لما يتم نشره من معلومات طبية فإن مرض "كورونا"، يقعد المصاب به في الفراش كما هو حال الإنفلونزا العادية التي يعرفها السوريين باسم "كريب"، مع الإشارة هنا إلى خطورة أكبر على حياة المصاب بفايروس "كيوفيد 19"، لكون يتسم بالتحول وعدم وجود علاج واضح له، ولا يوجد لقاح، وإن كانت الصين قد أعلنت عن شفاء نسبة كبيرة من المصابين فيه ضمن أراضيها، فإن وضعه في إيطاليا خصوصا، وبقية دول العالم عخوما لا يشير إلى طمأنينة ما، وبالتالي مازال التعامل معقد على مستوى النقل الإعلامي، فكل وسائل الإعلام مشغولة بالستي وراء أرقام الزيادة في عدد الإصابات والوفيات في هذه الدولة أو تلك، وقد بدى ملاحظا أن المرض يعبر أسوار القصور الفارهة في الدول الأوروبية ليضرب كبار الشخصيات السياسية مثل رئيس الحكومة البريطانية أو ولي عهد الممكلة هناك، وغيره كثر من الشخصيات الفنية حول العالم، والتي بدأت مع نجم هوليود "توم هانكس".
إن التعاطف مع المصاب بمرض "كورونا"، يجب ألا يثير شهية "التريند"، عن أي فئة من السكان، وإن كان الممثل أو السياسي يحاول من خلال الإعلان عن إصابته بفايروس "كيوفيد 19"، أن يوجه رسالة توعوية لمواطني بلاده، فيجب الانتباه إلى أن النية الصادقة لا تتواجد عند الكل، وبالتالي لماذا لم تقم هذه الشخصية أو تلك بإخضاع نفسها للحجر الصحي من قبل الجهات الطبية في بلادها بدلا من الاعتماد على "الحجر المنزلي"، وبعيداً عن سوء الظن كان من الأجدر بوسائل الإعلام أن تتعامل مع أي حالة إصابة على حد سواء دون سعي منها نحو تحقيق أعلى نسبة "تريند"، من خلال نقل خبر هذا الفنان أو ذاك السياسي، فنظرية "نشر ما يرغب به الجمهور"، يمكن أن تكون أساسا لوسائل الاعلام في الأوقات العادية، وليس في أزمنة الكوارث الإنسانية، فليس من الضروري أن نشعر الفقراء بضعفهم أمام جبروت "كيوفيد 19"، بالتركيز على اضابة من يفترض بأنهم تحت أعلى درجات الوحماية الوقائية من المرض من خلال اتباع اجراءات السلامة، مضافا إليها الوعي المفترض التمتع به من قبل شخصيات يجدر بها أن تقود الرأي العام نحو ممارسة الوعي الصحي لتجنب الإصابة.
من الغرابة بمكان أن يقرر هذا المشهور أو تلك "الستار"، الإعلان عن الإصابة بمرض "كورونا"، من خلال صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم وبعد مرور أسبوعين يعلن الشفاء الكامل منه، وكأنها مسألة عابرة كالإصابة "بالكريب"، ثم يراد من الجمهور أن يقتنع بأن المرض ليس خطيرا بالقدر الكافي لتطبيق آجراءات الوقاية والتزام المنزل ما أمكن، ثم كيف يسافر المشاهير مع توقف الرحلات الدولية واغلاق الحدود من قبل مجموعة من البلاد، هل يمتلك جميعهم "واسطة ثقيلة"، في كل مطارات العالم، فيمكن لطائراتهم الخاصة أن تقلع متى يشاؤون وتهبط أسنما أرادوا، أليس في الأمر نوعا من الدعاية زمحازلة الاستثمار في رواج أخبار "كورونا"، فيعمد البعض منهم لتحويل نفسه إلى خبر يحقق أعلى "تريند"، ممكن خلال ٢٤ أو ٤٨ ساعة قبل أن يختفي حال بقية الأخبار التي تصبح "بائتة"، ما إن يصدر غيرها..؟
لا يستوي أن تكون بيانات منظمة الصحة العالمية عن "كورونا"، الذي بات له ٨ سلالات حزل العالم نتيجة خاصية "التحول"، التي يتمتع بها الفايروس، مضافاً إليها صور الجنازات التي تخرج من المشافي حول العالم نحو المقابر بصمت وبدون وداع من أحبتهم، مضافا إليها كل توسل حكومات العالم لمواطنيها للإلتزام بإجراءات الوقاية، مع ما يصدر من مشاهير العالم من أخبار إصابة وشفاء سريعين، فإما أنهم "كذابون لاهثون وراء التريند"، أو إنها مجرد محاولات لرفع معنويات المصابين، والأخيرة مستبعدة في زحام الخوف الذي يعيشها سكان الأرض.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: