مشافي الرقة.. مسالخ "الضعفاء" و"الفقراء" !
عمار الشبلي
يعاني أهالي مدينة "الرقة" وأريافها الواقعة تحت سيطرة "قسد" من تردي الواقع الصحي بسبب نقص الكوادر الطبية وتحول "الطب" إلى تجارة حسبما قالته "مصادر محلية" من داخل المدينة لـ"جريدتنا".
وقالت المصادر إنه «بسبب توقف المشافي والمراكز الحكومية عن العمل منذ سيطرة تنظيم "داعش" على المحافظة، أصبحت مهنة الطب، مهنة من لا مهنة له، وأصبحنا نرى ممرضين ومتمرنين يزاولون المهنة على أنهم أطباء»، مضيفاً أن «الكثيرين من الأطباء هم خريجو دول الاتحاد السوفييتي، والذين لم ينجحوا في الاختبارات الوطنية السورية، وجاؤوا إلى الرقة وفتحوا عيادات، بسبب غياب الرقابة و غياب المؤسسات الحكومية في مناطق سيطرة "قسد"».
في الرقة، 8 مشافٍ فقط "الفرات، النور، المشهداني، التوليد، الطب الحديث، دار الشفاء، الوطني" تقدم خدمات طبية لأكثر من 150 ألف عائلة و بأسعار باهضة.
وحسب أحد المراجعين فقد كلفته أجرة "النوم" ليلة واحدة في "مشفى الفرات" مبلغ 40 ألف ليرة سورية، مع أنه دفع ثمن الأدوية والمستلزمات الطبية.
و في حديث لـ"جريدتنا" قال أحد الأهالي، الذي فضل عدم ذكر اسمه: «كنت في أحد المشافي وسمعت بعض الأطباء ينادون على مرافق أحد المرضى، وهي زوجته، بأن تتصل بأحد أقرباء زوجها، من أجل بعض الإجراءات "الإدارية"، وعندما حضر قريب الزوج، طالبوه بتسديد مبلغ من المال لقاء العمل الجراحي، وبعد ذلك، أخبروه بأن قريبه قد مات».
في المقابل، نقيب الأطباء في "الرقة" الدكتور جمال العيسى قال لـ"جريدتنا": «تحتاج الرقة لحوالي ٤٠٠ طبيب بينما عددهم أقل من نصف العدد المطلوب، وهناك الكثير ممن يسمون أنفسهم "أطباء"وهم بالأصل ممرضون ومتمرنون ولا يحق لهم مزاولة المهنة».
وعن الخدمات التي تقدمها مديرية الصحة تحدث العيسى «نستقبل المرضى من داخل مدينة الرقة في مستوصفاتنا في الريف الشرقي والريف الغربي، حيث نشخص الحالة، ولدينا الإمكانيات لإسعاف الحالة الصعبة إلى مشافي "حلب" و"دير الزور"، إضافة للخدمات التي تقدمها وزارة الصحة عبر مراكزنا في معالجة الليشمانيا، وكذلك أدوية السكري».
"أحمد سلامة" من أبناء مدينة الطبقة في ريف الرقة الغربي، يقول لـ"جريدتنا": «أدخلنا ابن أخي لمشفى "البكور" في الطبقة، وتبين أنه بحاجة لأوكسيجين، لمدة أسبوع كامل، وبدون أي أدوية أو أي عمل جراحي، دفعنا 650 ألف ليرة».
بدوره، الدكتور "فواز العساف" نقيب صيادلة الرقة قال لـ"جريدتنا" «قبل سقوط الرقة كان عدد الصيدليات المرخصة 491 صيدلية، واليوم هناك أكثر من 300 صيدلية في المدينة فقط، أي أن الصيدليات أصبحت مجرد دكاكين لبيع الأدوية، ومعظمها مجهولة المصدر».
وأضاف العساف «يتم استجرار الدواء من معامل في "ريف حلب" وهي ضمن مناطق خارج سيطرة الحكومة السورية وكذلك من "الحسكة"، وكثير من الأدوية الضرورية غير متوفرة كالأدوية الهرمونية والسرطانية والأنسولين، وهناك "منظمات وجمعيات طبية" لا نعرف خلفياتها ولا مصادر تمويلها ولا أهدافها تعمل ضمن مناطق "قسد"».
هذا، وكانت "الرقة" من المحافظات المستقرة صحياً قبل عام 2011، حيث يوجد فيها "مشفى وطني" و"مشفى للتوليد" في المدينة، ومجمع للعيادات الشاملة ومجمع لـ"برنامج السكري" ومجمع لـ"التيلاسيميا" و"بنك لنقل الدم"، إضافة إلى عدد من المستوصفات والمشافي الخاصة ومشفى وطني في "تل أبيض" في الريف الشمالي ومشفى في مدينة "الطبقة" في الريف الغربي و62 مستوصفاً في كامل المحافظة.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: