مساجد في دمشق بلا كهرباء!

 

بالحبر الأخضر وبالتهديد تحت طائلة المسؤولية خطّ وزير الأوقاف السوري تعميمه الجديد حول تقنين استخدام الكهرباء أثناء الشعائر الدينية. 

رُبّما يقول المصلون بقلوبهم العامرة بالإيمان، يا سعادة الوزير وهل نرى الكهرباء حتى نقنن؟ يبدو أنّ نور الإيمان طفح فجأة بوجه وزير الأوقاف بدعوته للتقنين بعد ثماني سنوات من الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي. كما يمكن أن يكون وزير الكهرباء اشتكى لصديقه وزير الأوقاف وضع الكهرباء في البلاد. 

حيث طوال الفترة الماضية، وفي بعض الجوامع الكبيرة، رغم انعدام الكهرباء، إلا أنّك لا تستطيع إلا أن تسمع مآذن دمشق تصدح بصوت الله أكبر، وتصدح أكثر يوم الجمعة من كل أسبوع بخطب أئمة جوامع دمشق. ويمكن لوزير الأوقاف أن يكون قد فهم الشكوى بشكل مغلوط، فبدل أن يدعو أئمة المساجد للدعوى لتحسن واقع الكهرباء دعاهم للتقنين.   

أحد شيوخ منطقة باب سريجة صرح لجريدتنا، أنّ المصلين يُصلّون الصبح على العتمة نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، وقال أنّ «المصلين يتذمرون من هذا الوضع، فأضعف الإيمان أن يصلي الناس صلاة الصبح وهم  يشعرون بالدفء، مضيفاً لم يبقى إلا وزير الأوقاف حتى يُنظّر علينا بضرورة التقنين بعد وزير الكهرباء». 

يبدو أنَ وزير الأوقاف يطفئ الكهرباء والمكيفات في مكتبه طوال النهار، ويريد من أئمة المساجد الاقتداء به، عبر الاعتماد على الضوء الطبيعي خلال النهار، وكذلك استخدام مصابيح توفير الطاقة. 

لكن ما فات وزير الأوقاف، أنّ مصابيح المساجد هي من تبرعات الأوقاف. وربما كان الأجدر به بدلاً من القيام بجولات دورية للتأكد من التزام المساجد بتعميمه الخنفشاري، أن يقوم بتركيب مصابيح لتوفير الطاقة، وكذلك ليدات للإضاءة. 

المصدر: خاص

بواسطة :