Saturday April 20, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

مناجاة في الخمارة.. أيحق لنا أن نبول عليهم ونسكر؟

مناجاة في الخمارة.. أيحق لنا أن نبول عليهم ونسكر؟

خاص/ حسن سنديان 

في هذه الخمارة، لا يحق لنا سوى شيء واحد، "التصفيق"، منذ صغرنا ونحن نصفق، حتى وإن سكرنا، كي ننسى، نحن كالإسفنج نمتص خمر الحانات ولا نسكر، وما تبقى من أحلامنا سوى وهنٌ من ليل الثملين، لأننا نحن السوريون عشاق، ثملين، ولكن لا نسكر.

ليس كل السوريين عشاق، فالبعض منهم "لوطيين" بإرادتهم، بقراراتهم باحتكارهم للأساسيات، وهبونا الخبز الكاذب والفقر الكامل، ونصف الأحلام، ونصف الدفئ، وتركوا لنا القهر الكامل، حتى دمنا يا سيدي، تغير لونه، أنت تعلم بأنه أحمر، فاليوم أصبح رمادي، مع تبدل المواقف، لا طعم له ولا قيمة، زوروا نعوشنا، نحن لسنا شهداء حرب ولا ضحايا، نحن أموات في هذه الدنيا بسبب الفقر والجوع، ولكننا أحياء عند ربنا نرزق.

يا سيدي الجميل نحن لسنا شرفاء، في هذا البلد، الأليم، لأن الخوف يلاحقنا، والفقر يلاحقنا، وأبو "السترة السوداء"، والجريدة المثقوبة يلاحقنا، أعلمت من هو يا سيدي؟، أظنك علمت لا أستطيع التحدث أكثر، بل تعلم أن القادم أخطر من ذلك، يا سيدي الجميل، كنا في الخمارة، ولكنهم احتالوا علينا، اقتادونا للعصارة كي يستخرجوا منا النفط، ياسيدي، أعملت ما هو النفط الذي أتحدث عنه؟، بكل تأكيد أنت تعلم بكل شيء.

ياسيدي، هذه الخمارة، غصت بجيل غريب، حتى هي استغربت بوجوده، أزقتها وحارتها، وشوارعها، إنه جيل اللقمة السهلة، والبارفانات، والسيارات الفارهة، يتلفظون بكلمات غريبة "جيل البابا" يا سيدي، وأمور أخرى أعلم أنك تعرفها، أيحق لنا أن نسكر ونلتزم الصمت؟، لأننا وإن تحدثنا الكل في هذه الحانة الكل سيعتبره هذيان.

ياسيدي الجميل، الله، أيحق لنا أن نبول عليهم ونسكر، أم نتخلى عن الكأس ونترك حانتنا الجميلة بأعيننا، لأننا كالنادل فيها، نعدك أن نتركها يا الله ولكن بعد أن نخرج منها منطفئين مخمورين، سبحانك ربي رضينا بكل شيء إلا الفقر، والهذيان، وأمور أخرى، أيحق لنا أن نبول عليهم ونسكر؟

 

 

 

المصدر: خاص

شارك المقال: