Friday November 22, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

من يُنزِل أردوغان عن الشجرة السورية؟

من يُنزِل أردوغان عن الشجرة السورية؟

منذ تقدم الجيش السوري في عمق إدلب ومحاصرة قواته نقاط المراقبة التركية في طريقه إلى معرة النعمان وسراقب، يعيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كل ظهور تهديده بإجراء عمل عسكري ضد القوات السورية، لإبعادها إلى ماقبل نقاط المراقبة التركية.

أردوغان غير واثق من دعم حلفائه في الناتو للورطة التي أوقع نفسه بها في إدلب، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، وقد صرّح اليوم أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين بشأن دعم واشنطن لموقف أنقرة «لا تمنحنا الثقة لأنها تختلف من يوم لآخر، فكيف لنا أن نصدقها».

شعور أردوغان أنه وحيد في هذه المعمعة جعله يرفق تهديداته دائماً بانتظار الحل من «الأصدقاء»، ويقصد بذلك موسكو، أي انتظار حل روسي ينزله عن الشجرة!، وقد قال اليوم أن تركيا ستكون سعيدة «إذا تمكنت من حل الأمر في إدلب بدعم أصدقائها».

منذ سيطرة الجيش السوري على عمق إدلب، وصولاً إلى ريف حلب الغربي، حيث الوجود الأقوى بين الجماعات المسلحة هناك لمسلحي "جبهة النصرة" المصنفة أممياً بالإرهابية، حاولت تركيا عبر الدعم المباشر للنصرة وأخواتها إخراج الجيش من بلدة واحدة على الأقل، لكنها فشلت، وقدمت للتنظيمات الجهادية السلاح الثقيل من دبابات ومدرعات وصواريخ مضادة للطائرات، لكن ذلك لم يغير شيئاً على أرض الواقع، واستمر الجيش السوري بالتقدم.

لم يبقَ أمام أردوغان سوى خيارين إذاً، إما التدخل المباشر كما يهدد، وستكون تكلفة هذا القرار باهظة عسكرياً واقتصادياً، ولايمكن التنبؤ بنتائجه، كما أن العمل العسكري التركي المباشر في إدلب، سيعني - مهما حاولت تركيا تدارك ذلك - مواجهة مباشرة مع روسيا، التي لن تقبل بخطأ مماثل لإسقاط مقاتلتها عام 2016 بنيران تركية.

يبقى الخيار الثاني خروج تركيا من المأزق على يد الروس، وهو الاحتمال الأكثر ترجيحاً، بانتظار نتائج زيارة الوفد التركي لروسيا في الأيام المقبلة.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: