من قال إنّ لساعات الانتظار على الكازيات مَضار؟
حبيب شحادة
خرج إمام الجامع الأموي بدمشق من عباءة تعميم وزيره حول ضرورة ترشيد الوقود، ليبتدع نظريات جديدة حول فوائد الانتظار لساعات طويلة أمام الكازيات.
وعلى ما يبدو لم يَرُق له تعميم الوزير ليتقيد بمضمونه، ويدعو المصلين إلى عدم الإسراف بتبذير الوقود المقنن بالأساس.
ربّما أصبحت عادة في سوريا هذه الأيام أن يتحدث من لا شأن له بموضوع الوقود ونقصه بدل أن يخرج أحد المسؤولين ليتكلم حول الموضوع.
وأن تخرج مبادرات لتوزيع الورود والكتب، دوماً ما تكون في غير مكانها الصحيح.
مأمون رحمة ومن منبر الجامع الأموي يخطب بالناس قائلاً: "المحبة ازدادت، الأخوة ازدادت، التعاون زاد"، يبدو أنّ الشيخ رحمة لم يرَ هذه الطوابير الممتدة على مدى النظر، ولم يرَ كيف تحدث عمليات التلاعب بالدور والدخول لتعبئة البنزين من ممرات استثنائية.
ثم عن أيّة محبة وتعاون تتحدث أيّها الشيخ الجليل، يمكن لو أنّك اضطررت للانتظار على الدور لتعبئة البنزين لما قمت بهذه الخطبة العصماء، ولكنتَ خطبت بالناس من منبر الكازية.
يبدو أنّ الشيخ يعيش خارج أزمة البنزين، أو أنّها لم تصله بعد كما هي على أرض الواقع، وإلاّ لما كان نطق بأنّه يَعتبر "الانتظار بمثابة رحلة ترفيهية"، مضيفاً أنّ الأمر يدعو "للفرح وللتفاؤل والسرور والسعادة"، فهل أصبحت آلام الناس من الانتظار في هذا الطقس البارد أمراً مُفرحاً؟
يمكن لو أنّ الشيخ مأمون وغيره الكثير من مشايخ سوريا على ارتباط مع السواد الأعظم من الناس، لكنتَ وجدت لكلامهم صدى بين الشعب.
لكن هم دوماً يُنظّرون بكلام لا يسمن ولا يغني من جوع.
كما يبدو أنّ الشيخ لم يسمع بالعبد الفقير لله الذي أصابته ذبحة قلبية وهو يبتظر دوره، فبالله عليك ما كان الأجدى بك أن تعتبر الانتظار على الكازيات بمثابة رحلة للحياة الآخرة بدلاً من كونه رحلة ترفيهية.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: