مخطوفو سوريا.. يا خجلتنا منكم
هبة أبو هيف
إذا كنت لا تراه فهذا لايعني أنه غير موجود..
بارقة أمل تولد في قلوب أهالي المخطوفين من جديد.. خوف من خذلان آخر.. ودمعة تحرق القلب.
أم مكلومة، وزوجة تنتظر على قارعة الدرب، وابنة تحضن وسادة مشبعة بالدموع.. انتظار قاتل.. خوف من أمل مرفق بخيبة.. وألم.
انطلقت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي منذ أسبوعين تحت عنوان "يوم المخطوف السوري" هي الأولى من نوعها، للتذكير بالمخطوفين السوريين باعتبارهم الحلقة الأضعف، والمطالبة بمعرفة مصائرهم.
بدأت حملة "يوم المخطوف السوري" لدعم حاجة أهالي المخطوفين والمفقودين، ولتحكي بلسانهم ولمعرفة مصير أبنائهم في ظل انعدام الاهتمام الحكومي بهذه الحلقة المنسية.
لماذا 20 كانون الأول؟
القائم على الحملة الذي فضَّل عدم كشف اسمه، ذكر أنه كان بالإمكان اختيار يوم آخر (كاجتماع أهالي المخطوفين بصالة الفيحاء أو يوم ذكرى مخطوفو مطار أبو الظهور العسكري)، اختير هذا اليوم للتذكير بحادثة مشفى الكندي بحلب، والتي حصل فيها الهجوم الأخير على المشفى بدخول جبهة النصرة والفصائل المسلحة المتحالفة معها، وأعلنوا سيطرتهم على المشفى، أعدموا حينها عدداً من عناصر الجيش السوري وقاموا باختطاف وأسر العدد الآخر، فيما نجى الباقون.
فكان هذا اليوم تخليداً وتذكاراً لهم كقضية معروفة لدى الجميع..
المتهم بالاختطاف
وجه أهالي المختطفين ومنظمو الحملة التهم بالمرتبة الأولى للدولة التركية ورئيسها "رجب طيب أردوغان" بمسؤوليتهم عن خطف واختفاء أبنائهم وعدم معرفة مصيرهم من مدنيين وعسكريين في الجيش السوري، لدعمها للفصائل المسلحة التي نفذت الخطف، مادياً وسياسياً، ليتم التفاوض عليهم لاحقاً في مؤتمرات أستانا..
قضية تُرفع
احترام حقوق الإنسان والدفاع عن الأقليات، من هذا المبدأ انطلق منظمو الحملة وسط تشاورات مع محاميين لرفع قضية دولية في المحاكم الجنائية الدولية على الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" لتحميله كل المسؤولية عن هذه القضية كونه الداعم والحاضن الأقوى لتلك المجموعات الإرهابية التي تدعي الحرية.
خذلان حكومي.. وصمت إعلامي.. و(العتب كبير)
ملف شائك مشترك الأطراف، من أكبر الملفات تعقيداً سياسياً واجتماعياً..
لم يتواصل أهالي المخطوفين والمفقودين مع أي جهة حكومية، لعدم وجود أي وزارة أو هيئة معنية بهذه القضية، بما فيهم الجمعيات التي تدعي وتتنطح بالعمل الإنساني لأجل المخطوفين أو أسر الشهداء حتى أن البعض رفض التعاون مع منسقي الحملة.
الإعلاميون بدورهم أو حتى أغلبهم، الذين نادوا بدعم مثل هذه القضايا عبر الكاميرات والقنوات رفضوا التعاون أيضاً بحجة (أنا ما بتدخل بالسياسة يا حبيبي)، متناسين الإنسانية التي نادوا بها، علماً أن هذه المبادرة لا تتبع لأي جهة وغير ممولة من أي جهة أو شخص بعينه، هي مبادرة من أهالي المفقودين والمخطوفين وناشطين إعلامين دفعتهم إنسانيتهم وإنسانيتهم فقط.. للقيام بهذه الحملة.
ندهة المخطوف.. يهلي
صرح منسقوا حملة "يوم المخطوف السوري" بقيامهم بعمل برومو تضامناً مع المخطوفين والمفقودين السوريين، وهو من غناء ومشاركة عدد من الفنانين السورين الذين انضموا للحملة في حين رفض آخرون التعاون.
البرومو تم تسجيله في استوديو جوزيف مصلح، وشارك فيه ميس حرب، ميرنا ملوحي، فايا يونان، شادي أسود، سارة فرح، حسام جنيد، بلال شبلي، ابراهيم فارس و ريبر وحيد.
وينن.. وين صواتن وين وجوهن.. وينن
أم كنان.. أم لضابط فقّد في مطار أبو الظهور، تقول: "لم أفقد يوماً أملي بالله منذ خمس سنوات وأنا انتظر ولدي ربما يكون قد أعدم أو قتل أو مازال على قيد الحياة.. لا أعلم.. جُل ما أعرفه أن هناك أملاً بقلبي ينتظر كنان ( بدي أعرف إذا عايش لضموا.. وإذا متوفي بدي ادفنوا بأيدي).
ندى.. زوجي فقد في مطار الطبقة العسكري إثر سيطرة تنظيم داعش على المطار ولا أعرف عنه شيء، (ابني كل يوم بيسألني وينو بابا.. أيمتا بخلص شغل ليرجع.. ما بعرف شو بدي قلو)..
استمرار الحملة
يقول منسقو حملة "يوم المخطوف السوري" حملتنا مستمرة ولن نتوقف عن المطالبة بمعرفة مصائر أبنائنا المخطوفين إلى أن يغلق هذا الملف الشائك.
التعاون مع جهة حكومية لديها القدرة أو الإمكانيات والتقنيات اللازمة والصلاحيات، بأنها تقوم بالتواصل مع أهالي المخطوفين لأجل جمع المعلومات وحمايتهم من الابتزاز ورفع دعاوى قضائية، هو جزء من حملتنا لحماية أهالي المخطوفين من الابتزاز.
ونتساءل..
لماذا لا تزال قضية المخطوفين هي ورقة تفاوض قوية بيد تركيا والمسلحين؟
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: