Thursday May 2, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

مجتمع جديد أنتجته الحرب في سوريا.. الانحلال أم الثقافة؟

 مجتمع جديد أنتجته الحرب في سوريا.. الانحلال أم الثقافة؟

خاص/ حسن سنديان 

لعبت الحروب دوراً كبيراً في التأثير على المجتمعات عبر شقين أو عاملين ما بين الفقر والأزمة الاقتصادية، والعامل الأخلاقي ما بين الانحلال أو النهوض بمجتمع وثقافة جديدة ما بعد الحرب فما هو حال سوريا من هذه الحرب، وكيف أصبحت علاقة المثقف مع الدولة.

بعد اندلاع الحرب في سوريا، بدء النزوح السكاني، فضلاً عن ظهور وسائل التواصل الاجتماعي من "فيس بوك" و"واتس آب" على المشهد السوري، وتصدره المشهد. هذه الحرب جعلت أغلب السكان تقصد وجهتها في النزوح إلى العاصمة دمشق وبعض ضواحيها، مما خلق نوعاً من الاندماج المتنوع الثقافي والطبقي.

هذا الاندماج جعل تفاوتاً بين الطبقات المعيشة، ربما عوض نوعاً ما بطابع ثقافي فأصبحت المنطقة داخل العاصمة تضم سكان من "دير الزور – حمص – حلب وغيرها من المناطق"، لكن أمنت الحرب عوامل الفقر والجهل والمرض، النتائج التي تعد مضمونة بعد الحرب والتي تسببت في خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات يتبعها نقصان في مصادر تمويل العائلة وزيادة نسب العوق لدى الأفراد كما أدت الى خسارة في فرص الحصول على العمل أو فقدانه أحياناً، عدا غياب حالة الأمن وازدياد حالات المخاوف ونسب الجرائم. 

في وجه من التشابه نوعاً ما، أبرز الحروب العالمية والعربية نتج عنها فترة ازدهار في الطابع الثقافي، كالكتاب والروائيين، والموسيقيين، فبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية أدرك الزعماء الأوروبيون أن نمو الاقتصاد الأوروبي سيشكل رادعاً قوياً أمام نشوب حروب جديدة، الأمر الذي حتم عليهم وضع حجر الأساس لوحدة أوروبية على مختلف الأصعدة، ما يخفف نشوب حروب جديدة وتأثيرها على المجتمعات.

وبدلاً من شن الحروب وتحمل ويلاتها، تقابلت الأمم الأوروبية المختلفة في مضامير الرياضة على سبيل المثال في إطار الألعاب الأولمبية الشتوية في عام 1952 في هيلسنكي وأسلو، فضلاً عن انتفاضة بودابيست ما بعد الحرب وتوجه الشباب إلى سماع موسيقى بيلي هالي وإلفيس بريسلي وارتداء بناطيل الجينز والبدلات الجلدية. في الوقت ذاته، بدأت تظهر في شرق أوروبا ملامح عدم الرضا عن أداء حكومات الدول الأوروبية الاشتراكية. 

أما في سوريا انعكس نوعاً ما هذا الشيء على المجتمع السوري الذي يسعنا أن نقول إنه انقسم إلى نصفين بين مؤيد لفصل الدين عن المجتمع "علمانية" ومحافظ، فهرعت الشباب إلى كسر لطيفٍ لحواجز العادات والتقاليد بسبب الاندماج الذي ذكرناه أنفاً، والانخراط في عادات وثقافات جديدة بسبب النزوح الذي حصل، ناهيك عن الانحلال الأخلاقي والفساد الذي تفشى بشكل واضح بين فئاتٍ مختلفة في المجتمع، من شذوذ جنسي، والجنس مقابل المال وغيرها انحلال أخلاقي ملموس يعد من أبرز نتائج الحرب المضمونة.

إلا أن هذا الشيء لا يلغي الطرف الأخر من الشباب "ذكور وإناث"، من أعمال تنموية وبناء مجتمع شبابي فعال للنهوض بمجتمع جديد انهكته الحرب، لكن يبقى هل هذا الشيء يكفي دون تأمين البلد اقتصادياً لضمان ثبات المجتمع، أم على موعد جديد من فئة شبابية تطرح ثقافة جديدة تضمن التنوع الثقافي بجميع أنواعه.

فهل يصبح المثقف على علاقة جيدة مع حكومته بعد الارتقاء اقتصادياً في بنى الدولة؟.

 

 

 

 

المصدر: خاص

شارك المقال: