«mission impossible» في «جرمانا» !
جوني دوران
ما إنّ تبدأ الأمطار بالتساقط قليلاً، حتى تغرق مدينةُ "جرمانا" بريفِ "دمشق" بـ"شبر مي"، وتتحولُ مدينة "النازحين" وأكثر من "مليونيي شخص" أو "يابان السورية" كما يلقبها البعض (نظراً لكثافة سكانها)، إلى مدينة "الطين"، وتحل لعنتها فيها، ليبدأ معها الفيلم الصباحي لقاطنيي المدينة.
هنا يمكن تجسيد فكرة "mission impossible" من أجل تفادي "الوحل" المنتشر في الشارع، والذي تحول بقدرة "البلدية.. عفواً" قادر إلى "مستنقعات طينية"، حيث يجب أن تكون ممارساً لرياضة "القفز الطويل أو الوثب العالي"، ومهرولاً، فهنا من "حفر حفرة لأخيه قد يقع فيها" نتيجة سيارة مسرعة وتحتاج الوصول إلى مكان عملها أو النقطة التي تريدها بـ"سرعة البرق"، لـ"لقاء الشخصيات المهمة وأصحاب الشأن العالي"، دون الإكتراثِ بـ"العبد الفقير" الذي يسير في الطريق، والذي يخوض غمار مسابقات "الوثب"، على اعتبار "أنو يلي بيسبق بياكل مسبة".
وبالعودة إلى فيلم "الأكشن" الذي يعيشه سكان "جرمانا"، فغالباً ما يكون ليس بـ"الأبيض والأسود"، إنما بـ"الأبيض والبني"، حيث تبدأ مشاهدهُ بالصراعِ الكبيرِ للفوزِ بمقعدٍ في إحدى "السرافيس" فهنا المهمة تحتاج إلى جهدٍ عضلي، والعملية هنا أشبه بإخراجِ "الزيرِ من البير"، وما بين "ركلةٍ" من هنا و"دفشةٍ" من هناك فإن إحراز مقعدٍ ولو بـ"المعاكس" ستكون إحدى أبرز الإنجازات في "الماراثون الصباحي".
هذا الفيلم الذي يتحول أحياناً إلى "مكسيكي" في لحظة ما يأمل فيه المواطن ألا يصبح فيلم "رعب"، يؤرق "راحته المستدامة" و"ضميره الصاحي"، فـ"يلي في مكفي"، على اعتبار أن "خد السوري تعود على اللطم".
وفي الختام تبقى الجملة الأشهر التي يرددها دائماً المواطن السوري واعتاد عليها بـ"الله يفرج.. أحسن شي".
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: