Saturday April 19, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

مهمة خارجية

مهمة خارجية

محمد عيسى محمد

 

تعد الأسرة عماد المجتمع وركيزته، وأول وسط طبيعي يعيش فيه الفرد بشكل جماعي، وهي وحدة اجتماعية إنتاجية تمثل مركزا للنشاطات الاقتصادية والاجتماعية، وتقوم على الالتزام المتبادل بين جميع الأطراف بالمودة.

ويعتبر تدبير الشؤون الأسرية وتقسيم المهام المنزلية من أهم المواضيع التي أثارت وما زالت تثير جدلا واسعا لدى الباحثين في مختلف المجتمعات المعاصرة، حيث تختلف بين ما هو قانوني وفقهي وما هو اقتصادي واجتماعي.

وفي المجتمع السوري، استطاعت الأسرة السورية المعاصرة تقسيم المهام الوظيفية لكل فرد في الأسرة حسب الظروف الراهنة والأزمات التي يعاني منها المجتمع، حتى وصل بها المطاف، لإيجاد وظيفة جديدة لأحد أفراد الأسرة هي وظيفة "المهمة الخارجية".

وتقوم الأسرة بتفريغ الشخص الذي توكل إليه هذه المهمة تفريغا تاما، بعد أن تجتمع الأسرة وتختار الفرد الأكثر جرأة وشجاعة وقوة بدنية ليكون المندوب والمراسل الخاص للعائلة مع العالم الخارجي.

ومن أبرز مهام هذه الوظيفة هي الوقوف على الطوابير، حيث يستيقظ المندوب (صاحب المهمة الخارجية) كل يوم فجرا، ويتجه نحو الطوابير لتأمين مستلزمات الأسرة، كالوقوف على طابور الغاز وطابور الفرن وطابور البنزين والمازوت.

كما يوكل للمندوب مهام تسيير المعاملات والأوراق الرسمية التي تحتاجها الأسرة في الدوائر الحكومية، ودفع فواتير الكهرباء والماء والهاتف، بالإضافة إلى رحلات البحث عن الراتب في الصرافات الآلية مع بداية كل شهر.

كما تسند للمندوب مهمة التجوال بالأسواق والبحث عن السعر الأنسب لشراء ما تحتاجه العائلة من المأكل والملبس، في ظل تحكم "الكيفية" بطريقة البيع ضمن المحال التجارية وغياب الرقابة الحكومية على الأسعار.

إذا نستطيع القول باختصار، أن مهمة هذا الشخص هي الوقوف على جميع الطوابير في المجتمع، في الوقت الذي يدير مسؤولينا طرفهم عن رؤية ذلك، ويتهمونه بالوقوف ضمن الطابور الخامس، علما أن هذا الأخير هو مصطلح متداول في الأدبيات ويشير إلى مجموعة من المواطنين تساعد العدو في السر بالتجسس لصالحه.

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: