Saturday April 19, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

محمد الخطيب مذيعاً تلفزيونياً ... المستحيل ليس سورياً!

محمد الخطيب مذيعاً تلفزيونياً ... المستحيل ليس سورياً!

 

وسام كنعان

«المستحيل منّو سوري» الجملة كانت عنواناً للنشيد الدعائي الذي أطلقته «وزارة الإعلام» دعماً لرحلة المنتخب السوري في نهائيات كأس آسيا الأخيرة! قبيل النتائج المهينة التي عاد بها الفريق انبرى بعض «غربان البين» كما يقال في اللغة الدارجة لنشر طاقة الإحباط، وتصفية الحسابات الشخصية مع القائمين على المشروع الغنائي، لكنّ فيما بعد وبمجرّد أن سرت شائعة زائفة تقول بأن «أسطورة» الإعلام السوري رانيا الذنّون أصبحت مديرة مكتب «تلفزيون لنا» في دمشق! أيقن الشعب حينها ولو بذريعة مزحة سمجة بأنه يعيش في بلد لا مستحيل فيه! طالما أن الفرص تتاح أمام من يعتقد أن الزبداني محافظة، والمسافة بينها وبين العاصمة تقاس بالكيلو متر مربّع، وهو ما أدلت به الذنّون في واحدة من إطلالتها التي حرثت الوجدان الجمعي لمن تبقى من مشاهدي المنبر الحكومي!

على نفس المنوال يمكن سحب القاعدة ذاتها لمجرّد إطلالة شخص اسمه محمّد الخطيب متوسطاً نجمي كرة السلّة أنور عبد الحي وطريف قوطرش، الأخير نائباً في البرلمان أيضاً. حدث ذلك نهاية العام الماضي عندما أعلنت «الفضائية السورية» إطلاق برنامج اسمه «الكابتن» لن نبالغ لو قلنا بأن الرجل أسقط في يده! وأقنعه قريب من الدرجة الأولى أنه نابغة عصره، وأن حقوقه كعضو عامل في مجتمعنا المزدهر تخوّله رمي الكلام يميناً وشمالاً، دون أدنى وعي بأنه على الهواء، ولو شاهده حفنة أشخاص ضاقت بهم الدنيا ذرعاً، ولم يجدوا مأوى ولا نصيراً سوى وقار المحطة السورية الرسمية، يستقوا منها أخبار الرياضة.

هكذا، أوصلته سيارة أجرة على «ساحة الأمويين» وقالت له ذاك هو مبنى «التلفزيون السوري» انطلق إنّه مصنع النجوم؟! بعدها استخدم كلّ ما يملك من نقود ثمن مصفف شعر غالباً من النوعية الممتازة، معتقداً أن الإعلام يبدأ من التسريحة، ويمرّ بالإدعّاء والتعالي غير المبرر، ثم ينتهي بتوسّط لاعبين سابقين يشهد لهما بالمهنية والاخلاق الرياضية، مع ذلك غرق في شبر تنظير أمامهما، رغم تاريخهما وشعبيتهما واحترامهما لدى الغالبية! 

«المستحيل ليس سورياً» طالما أن الرجل وعلى الهواء مباشرة رفع سبّابته ووعد رئيس اتحاد كرّة القدم فادي دبّاس بالنقد البنّاء! طبعاً حتى الآن يتزاحم ال280 مشاهداً لحلقته الأولى، بحسب إحصائيات يوتيوب لفهم معنى نقد بنّاء؟! الجملة تتكرر على لسان كلّ من يتاح له فرصة الظهور، ولو لدقيقة على أي وسيلة إعلامية! ترى من هو صاحب التصنيف الحزبي الغريب! ومن قال بأن الحالة النقدية  يمكن أن تكون هدّامة مثلاً،  الوقوع في مثل هذا الخطأ هو الخطوة الأولى لدرب موحلة بدأها الشاب الأسمر، بإطلالة بهيّة، ولغة جسد لا يختلف حولها عاقلان بأن الجعبة فائضة بالخيبات، وقد أزفت لحظة الانتقام من كلّ الأبواب التي صفعت في وجه مستقبل إعلامه المرئي الذي نشهد على تهاويه اليوم! 

في الحلقة التأسيسة للبرنامج الذي قيل إنه نقلة نوعية على مستوى الإعلام الرياضي السوري، أطاح الخطيب بألبرت أينشتاين شخصياً عندما «سلخ» جملة هزّت ضريح عبقري الفيزياء الألماني إذا قال «العبقري» السوري أي الخطيب: «الجمهور السوري واع» نسف بجرأة غير محسوبة الحدود، مرجعية أينشاين : «كل تعميم خاطئ» 

لابد أن مواطن استقلّ لتوّه ميكرو على خطّ «سبينة حجيرة» وقد أتاحت له ميزة  3Gالسريعة التي ننعم بها خاصة هذه الأيام!! مشاهدة الخطيب وهو يقول تلك الجملة في أولى إطلالاته التلفزيونية كمقّدم برنامج، وكان هذا المواطن الصالح عائد لتوّه من مباراة «ديربي» في دوري كرّة السلّة، وربما كان ذراعاً طولى في إطلاق شتائم أوقفت المباراة لحوالي 20 دقيقة، وعوقب أحد الناديين بسبب وعي بعض الحضور من  جمهوره؟!

 مكان آخر ردد فيها  الخطيب شعارات خاوية، ومطارح ثانية حاور وناقش بلا معرفة ناضجة فبدا تماماً كأنّه حفظ بضعة جمل عن ظهر قلب في مدرسة تخرّج إعلاميين برخصة!

محمد الخطيب مذيعاً؟! حسناً «معاليك» نحن في «كيوميديا» بتنا موقنين بأن المستحيل ليس سورياً! لذا سر محروس من عيون البشر! يلزمك خرزة زرقاء، وتعويذة وأشياء أخرى!

ملاحظة هامة جداً جداً: «الزاوية تعبّر عن وجهة نظر الكاتب وهي بالضرورة تعبّر عن توجّه المنصة»

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: