مفارقات فيسبوكية عن ابنِك البارّ وبنتِك المرضية
بديع صنيج
قدّم صديقي «فاعل الخير» مجموعة من النصائح فيما يتعلق بالمنشورات التي غصَّ بها الفيسبوك بمناسبة عيد الأم، قائلاً: «حبيباتي الأمهات.. غالبية الصور التي تُلتقط لَكُنّ بدءاً من البارحة وحتى نهاية هذا اليوم، وخاصة صور "ماما قربي مشان تطلعي بالسيلفي" يلتقطها فلذات أكبادكن "الحناين" من أجل الفيس وليس محبةً الله وكيلكن يا خالاتي»، وأضاف في منشورٍ آخر: «حبيبتي الأم.. ابنك وابنتك اللذين ذبحا نفسيهما منذ الصباح: معايداتٍ وصوراً وأغانٍ و"ستّ الحبايب" وماما الطيبة الحنونة... جرّبي أن تطالبيهما بأي شيء، ولو كانت الثلاثمائة ليرة التي بقيت من شراء حاجيات السَّمان.. وسترين الحب والحنان الحقيقيين».
ولم يكتفِ بذلك وإنما كتب عن خصوصية الأم السورية، ذاكراً كيف كانت والدة "كارل ماركس" كلما دخلت غرفته، ووجدته يعمل على كتابه "رأس المال"، تقول له: «لو أنك عملت على جمع رأس المال كان أفضل لك من الكتابة عنه كل تلك السنين؟!»، وهنا علَّق صديقي: «لله دُرُّكِ يا أمَّ ماركس.. من المؤكد أن فيكِ "شرشٌّ" سوري لا شك ولا مناص ولا محالة»، مُعبِّراً عن محبته الكبيرة لكل أم تُطعم ابنها "بهدلةً ماكنة"، وما إن يعتكف في غرفته، حتى تُرسِلَ له مع أخيه الأصغر سندويشة، ثم تطمئن عليه بالسر بين الفينة والأخرى.
والأجمل أن ذاك الطفل "الحبُّوب" بعدما صَرَعَ أباه برغبته في شراء هدية لأمه في عيدها، يتراجع عن طلبه بعد البهدلة، وما إن يهدأ ويرجع لوضعه النفسي الطبيعي، حتى يذهب إلى والدته قائلاً: "عطيني مصاري لجبلك هدية عيد الأم".
ومن المُفارقات اللطيفة لصديقي أيضاً، أنه بعدما شاهد صورةً لأحد أصدقائه مع سيدة جميلة، حتى بادر بالتعليق عليها: «الله يخليلك والدتك ما في أحلى منها»، والمصيبة أن تلك السَّيدة "طلعت صاحبته".
وحتى لا يكون مثله مثل الآخرين "المرضيين" لأمهاتهم، كتب على صفحته الشخصية: «بعيد الأم.. ما رح كون مرضي.. ومارح اكتب بوست عن الأم وخصالها الحميدة وغير هيك من الكلام الفاضي، وما رح أتصور سيلفي معها.. رح أعمل كاسة متة إلي وللماما.. وحط صحن بزر وشوية بسكوت.. منّنها فيهن وآكلهن أنا، وعايدها إنها إمي.. وتعايدني إني ابنها البارّ، وكل عام وأمي وأمهاتكم جميعا بألف خير».
المصدر: خاص
شارك المقال: