Sunday April 20, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

"مدفع رمضان"... الصوت الذي أفطر جميع الصائمين

"مدفع رمضان"... الصوت الذي أفطر جميع الصائمين

نورس علي

 

ينتظر المعمر "يوسف برهوم" من ريف "طرطوس" سماع صدى مدفع الإفطار ليهم بتناول ما تيسر له من وجبة الطعام التي أعدتها له زوجته، بعد أن يكون قد أنهى أداء صلاة المغرب، وهي عادة مستمر عليها منذ كان في ريعان الشباب.

مدفع الإفطار هو الذاكرة الجمعية لجميع السوريين وهو الحدث الأبرز في شهر رمضان الذي ينتظره الجميع ليهموا إلى وجبات الإفطار كما يقول رب الأسرة "خالد يوسف" لجريدتنا، فمن كان قريب من مركز المدينة ينتظر الصوت القوي، ومن كان بعيداً ينتظر صدى الصوت أو الضوء المنبعث منه لحظة الإطلاق، خاصة وأن في وقتنا الراهن كثيراً ما تتوقف الجوامع رفع آذان المغرب نتيجة انقطاع التيار الكهربائي.

حتى أن الأطفال ينتظرون هذا الطقس الرمضاني بفارغ الصبر ويترقبونه من شرفات منازلهم كما يقول الطفل "يسار علي"، علماً أنه لا يعلم شيء عن هذا الطقس الرمضاني، ولكنه يدرك تماماً أن لحظة الإفطار لا تعلن إلا بسماع صوت مدفع الإفطار، وهو الأمر الذي غاب تماماً عن مدينة "بانياس" منذ بدء رحى الحرب بالدوران، حيث توقف هذا الصوت وغاب تماماً لتغيب معه لحظة جميع كل السوريين.

أما في مدينة "طرطوس" كما يقول "أحمد ملحم" لجريدتنا هذا الطقس جمع جميع أبناء المدينة والريف على صوته وصداه، فهو جزء لا يتجزأ من طقوس رمضان التي ينتظرها الأهالي بفارغ الصبر، وهذه العادة الرمضانية المتوارثة لم تغب عن المدينة أبداً، حفاظاً على روحانية الطقوس والعادات الرمضانية، وهو موجود في أهم حي من أحياء "طرطوس" وأقدمها على الإطلاق، وهو حي "طرطوس القديمة" ضمن ساحة الحي الشهيرة، حيث يطلق المدفع على صوت آذان المغرب وسط ترقب وجمع من الأطفال والفتية.

يذكر أن مدفع الإفطار كما يطلق حالياً كان يسمى "طوب رمضان" وكان يجمع أغلب أفراد الأسرة على مائدة واحدة، ولكن في وقتنا الراهن الأمر مختلف فالبعض هاجر خارج البلاد والبعض فارق الحياة والبعض ينظر للواقع ببؤس وأسى، وهناك عدة روايات عن سبب هذا الطقس وتختلف بتفاصيلها عن بعضها البعض ولكنها تجتمع بأن مدفع حربياً كان قيد التجريب أطلق في وقت الآذان في أول يوم من شهر الصوم.

المصدر: خاص

شارك المقال: