ماذا يعني استئجار "روسيا" مرفأة طرطوس لـ 49 عاماً؟

في وقت تعيش فيه سوريا تحت وطأة العقوبات الأمريكية، استقبل الرأي العام السوري خبراً مثيراً للجدل والحبر في آن معاً، حيث أعلن "يوري بوريسوف" نائب رئيس الوزراء الروسي أن بلاده ستستأجر الأسبوع المقبل ميناء طرطوس في سوريا لمدة 49 عاماً، كما تم الاتفاق على تولي "موسكو" مهام توسيع الميناء وتحديث إمكانياته، ولم يستغرق إعلان الخبر دقائق قليلة حتى بدأت ردود الأفعال تنهمر على صفحات الفيسبوك بين موافق ورافض، وباحث في إيجابيات الاتفاق وسلبياته.

رافضو الاتفاق اعتبروا أن غياب الإعلان الرسمي السوري يقلل من أهمية تأجير المرفأ، ذلك أن حدثاً كهذا من المفترض أنه سيساهم في إضافة نقاط لصالح الاقتصاد السوري سيكون له آلية واضحة ومتفق عليها بين الجانبين في إعلانه وطريقة تقديمه للرأي العام، لكن الطريقة التي أعلنت بها موسكو تبيّن مدى أهمية الاتفاق بالنسبة لها، دون النظر إلى الفوائد المتوخّاة للجانب السوري.

بالمقابل، يعتبر مؤيدو هذه الخطوة أن تأجير المرفأ ليس احتلالا كما روّجت له بعض الصفحات بل أنه استثمار اقتصادي تقوم به مختلف الدول حول العالم، ذلك أن المئات من مرافئ العالم تدار بطريق الإيجار أو الاستثمار من قبل دول أخرى وشركات متخصصة بهذا المجال، لا سيما مرافئ "دبي" و"أبو ظبي" التي بنيت واستثمرت من قبل شركات بريطانية وأمريكية، وكذلك "تركيا"، كما أن أحد أرصفة مرفأ طرطوس قبل عام ٢٠١٢ كان مؤجرا لشركة فلبينية اسمها "انترناشيونال كونتينر تريمينال سيرفيسز"، وهي متخصصة بإدارة وتطوير موانئ في كندا وأمريكا، وهو ما يقلل من أهمية الكلام الذي يصوّر الاتفاق على أنه احتلال.

وعن الفوائد المتوقعة، يشير خبراء سياسيون إلى أن هذا النوع من الاتفاقيات يعني كسر الحصار والعقوبات التي يفرضها الغرب على سوريا، إذ أنه سيساهم في تنشيط حركة عبور البضائع وتشغيل قطاع النقل شبه المشلول نتيجة الحصار الاقتصادي، ذلك أن كل السفن القادمة الى المرفأ ستعتبر قادمة الى مرفأ روسي وسترفع العلم الروسي، دون أن يكون للأسطول الامريكي أو غيره أن يعترضها.

ويدلّل أصحاب الموقف الموافق أيضاً على صحة كلامهم بالمدة التي أعلن عنها الجانب الروسي لعقد الإيجار، والتي حددت بـ 49 عاماً، حيث تنضوي مرافق الاستثمار في خانة الانتداب والاحتلال حالما بلغت مدة العقد 50 عاماً، وهو الشيء الذي لا ينطبق على العقد الخاص باستثمار المرفأ.

المصدر: خاص

بواسطة :