ماسٌ كهربائي يودي بحياة موظفة

البارحة بكت دمشق ألماً، وثار السوريون سخطاً وغضباً، على أطفالٍ ارتقو إلى سماءٍ تُذكّرهم بطفولةٍ غادروها قبل أن يعيشوها.
لم يكن همهم الضحك واللعب بقدر انشغالهم بالتيار الكهربائي والمدفأة، تيارٌ أكل من الشتائم الكثير ونزل عليه غضبٌ كبير، ونبحث الآن عن إدانته بعقاب عسير.
الاحتراق كان سبب وفاة الأطفال السبعة، أما الاختناق فماذا عنه؟
موظفة لم تغنيها سنوات خدمتها ولا شاغرها الوظيفي الذي تعمل فيه، عن ملاقاة ربها خنقاً!، محاربة المرض أو مجابهة الموت تتجلى بالذهاب إلى المراكز الطبية، فما بالك من وفاةٍ في مركز طبي!
الحسكة حزينة رغم مصائبها على وفاة موظفة في مديرية الصحة بسبب ماس كهربائي، استنكارٌ وليس اعتراض على حكمة االله فإن الوفاة خنقاً تعذب النفس رويداً رويداً إلى أن تلقى حتفها.
نأسف على معاناتك ونوجه جام غضبنا على التيار الملعون الذي أودى بحياتك دون مساءلة المتسبب لنسجل حادثة الوفاة ضد مجهول، فمدير صحة الحسكة الدكتور "محمد رشاد" اكتفى بتصريحٍ يشرح تفاصيل الحادثة لا أكثر حيث أوضح لـ"سانا": « أن ماساً كهربائياً في الطابق الأرضي من المركز أدى إلى تشكل دخان كثيف بعد منتصف الليل ما تسبب بوفاة العاملة في المركز نتيجة الاختناق مشيراً إلى أنه لم ينشب أي حريق في المركز».
يا وزارة الصحة والكهرباء مُداركَةُ الأمر لا تبدأ بعزاء أهل الفقيدة ولا بالبكاء، ولا حتى بشعارات الإشادة برجال مؤسساتكم والجهد الجبار الذي بُذلَ في محافظة الحسكة من إعادة كهرباء بخيلة ومركز طبي يقتصر على حبوب وجع الرأس لا مداواته من الألم.
ثنائية المواطن والكهرباء مسلسلٌ أمريكي طويل تتجدد أجزاؤهُ كلما زاد إرهاق الأول، فأبطاله يتقاتلون على كراسي النجومية بينما تتوزع إرهاصاته على الضحية، ملعونٌ أنت أيها التيار ألف مرة.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: