Sunday May 19, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

معرض دمشق في ريفها

معرض دمشق في ريفها

حبيب شحادة

«شآم وأهلوكِ أحبابي وموعدنا أواخر الصيف آن الكرم يعتصر»، هكذا كانت تبدأ ليالي معرض دمشق الدولي بصوت فيروز الرنان وحضورها الأخاذ، فيا ليتَ البعض من مطربو اليوم الذين اعتلوا منصة معرض دمشق الدولي يعلمون قداستها، بعد أن كانت تعتليها فيروز مع بدايات المعرض، والتي كانت تحتضنه العاصمة دمشق على أحد ضفاف نهر بردى، واليوم في دورته ال 61 لا فيروز في المعرض ولا دمشق حاضنته بعد انتقاله لريفها في العام 2003. 

نسخة المعرض بدورته الـ 61 لم تشهد أيّة اختناقات في حركة النقل، على عكس ما حدث العام الماضي، حيث قُدر عدد الزائرين اليومي بحوالي 140 ألف زائر، وكانت عملية الوصول إلى المعرض والعودة مُيسّرة بشكل جيد، كما تم توقيع عقود تصدير واتفاقيات اقتصادية مع عدد من الدول المشاركة، ناهيك عن الخدمات التي كانت تقدمها أجنحة الوزارات ومؤسساتها للزائرين.

ربمّا نجح المعرض في كسر مقاطعة بعض الدول العربية والأجنبية لسورية، ولكن هل يستمر هذا الكسر بعد المعرض، وتُفعّل الاتفاقيات والعقود المبرمة بما ينعكس ايجاباً على حياة المواطن السوري، أم تبقى حبراً على ورق دون أي تحسين في المدينة التي صنفت كأسواء مكان للعيش في العالم، وفقاً لمجلة "الأكونوميست". 

هكذا انتهت أيام المعرض، وانتهت جولات الوزراء والمسؤولين في أجنحته المتعددة، مترافقين مع كاميرات الإعلاميين وشاشات التلفزة والبث المباشر لإنجازاتهم، فهل يتفرغ اليوم الوزراء والمسؤولين للاهتمام بهموم المواطن، ويلحظون ارتفاع سعر صرف الدولار الذي كسر ظهره، وجعله يعيش تحت خط الفقر، إن كان للفقر خط؟ 

يمكن أن يحدث ذلك، ولكن في مكان أخر لا يخضع لإشراف ورعاية المسؤولين والوزراء النائمين في عسل ارتفاع سعر الدولار، وكأن ذلك لا يؤثر عليهم، ولا يعنيهم، حيث أنّهم للتو أنهو انجاز كبير تمثل في افتتاح معرض دمشق الدولي، وتوقيع استثمارات وعقود خلاله لتعزيز الاقتصاد السوري، ليبقى الأهم هل تشكل الحكومة السورية لجان لمتابعة وتقييم ما نتج عن المعرض؟

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: