مافيا الدباس تقتل الصغار

حسان يونس

منذ خروج المنتخب السوري من بطولة آسيا قامت الدنيا ولم تقعد، مطالبات باستقالة كل من جمعة ودباس... كشف ملفات فساد في اتحاد الكرة... فتح دفاتر تفضح بعض الرؤوس التي تدير أمور كرتنا... مشاكل إدارية وخلافات بين اللاعبين داخل المنتخب... شراكات تجارية بين بعض اللاعبين وعصابة الدباس، ومع أن المستور لا يُكشف في بلدنا إلا بعد وقوع المصيبة، فكان الأمل باستقالة جماعية تحفظ كرامتهم المفضوحة على مواقع التواصل... ولم تحصل! ولم يشهد الاتحاد السوري لكرة القدم أي تغيير، ولم يُحاسب أحد، لا بل زاد عنجهية في قراراته عندما شكل لجنة تطويرية تضم كهول الكرة السورية، في قرار يلائم الواقع الكارثي في رياضتنا، وكذلك استفرد الدباس بالقرار الرياضي وكأنّه استملك أصول وسندات اتحاد الكرة ضمن خصخصة اخترعها هو ومن يحميه، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تجاوزه إلى أفعال كيدية مسّت أولاد بعض اللاعبين السابقين، لمجرد انتقادهم لاتحاد الدباس، حيث شهد يوم أمس طرد عدد من اللاعبين من بينهم ماهر زياد شعبو من تشكيلة المنتخب السوري للناشئين، لمجرد انتقاد آبائهم  لاتحاد الدباس، القرار جعل الشارع السوري يقف حائراً أمام أفعال الدباس وجمعة، التي أصبحت أقرب إلى فكر العصابات والمافيات، وهو ما أظهره  اللاعب زياد شعبو في اتصال خاص... حيث بان عليه الخوف من أفعال أكبر قد تمسّ طفل لا ذنب له، عندما رفض إعطاء أي تصريح، خوفاً من أمر قد يدفع بعصابة الدباس إلى القيام بأفعال قد تتجاوز مسألة طرد لاعب ناشئ من المنتخب، فالدباس أصبح رئيس عصابة يديرها بمنطق "معانا وضدنا".

السؤال الذي يحضر الآن: أين القيادة السياسية والرياضية من أفعال الدباس؟، لماذا لا يتم تفعيل دور المحاسبة بشكل جدي؟ لمن يستطيع شعبو أن يشكو أمره لحمايته من هؤلاء، وقد زادوا في دونيتهم حتى وصلت إلى طفل لم يتجاوز العشر سنوات؟ هكذا نريد أن نبني رياضتنا، بعقلية المافيات والعصابات، إذا كانت الأمور تُدار بهذه الطريقة فعلى الدنيا السلام، ولا أمل لا بالرياضة ولا غيرها ودعونا نفتح القنوات لمتابعة المنتخبات الأجنبية طالما أنّ الدباس جاثم كالكابوس في إدارة كرتنا، يهدد ويطرد من يشاء، ولا حسيب ولا رقيب يوقف الدباس عند حده.

المصدر: خاص

بواسطة :