Sunday April 20, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

"معاقو طرطوس" محكومون بالبيروقراطية !

"معاقو طرطوس" محكومون بالبيروقراطية !

نورس علي

انتظر "جهاد" المسرح من دورة 102 والمصاب بشظايا متفجرة في الرأس واليدين والقدم اليمنى سبع ساعات على دور لجان فحص المعاقين، علماً  أنه كان من أوائل الواصلين إلى مركز الفحص في مديرية الصحة القديمة، ولكنه لم يتمكن من إتمام العرض على اللجنة بحجة تأخر الوقت، حيث طلب منه العودة في الأسبوع القادم.

يملك  "جهاد"  تقرير التسريح نتيجة الإصابة ويملك تقريراً طبياً من المشفى العسكري، ولكن اللجنة الفاحصة طلبت منه إحضار تقرير طبي من مشفى الباسل بحجة أن التقرير الذي يحمله لا جدوى منه، مما أثار غضبه.

القصة وفق ما قالت "سميحة" والدة أحد الشباب المنتظرين دور الدخول على لجنة الفحص، ولديه إعاقة حركية أن القائمين على تنظيم دور الدخول وجدوا أن يدخل الأطفال المعاقون أولاً، وبعدهم يدخل المصابون بالشلل من مدنيين وعسكريين، ومن ثم تدخل الإصابات الحربية المتنوعة، ليبقى في النهاية ذوي الإعاقة السمعية والبصرية والذهنية والحركية، وعلى الله يصل الدور إليهم.

وتابعت سميحة: «تعاركت بالحديث مع منظم الدور، وسألته لماذا هذا الاستخفاف بكرامتنا الإنسانية، علماً أنه كان خلال حديثه مع البقية دمث، ولكن تنظيمه للدور لم يكن دقيقاً ومطبقاً، فعدة حالات أدخلت بخلاف الدور المنظم، مما أثار غضبي مع حالة ابني الشاب المدني المعاق حركياً، والذي أرهقني جسدياً، وجعلني أتعارك مع منتظم الدور».

يحاول "فراس" أن يشرح لنا وضعه الصحي بصعوبة بالغة، ورغم أنه يحمل بطاقة منتهية الصلاحية يحاول تجديدها لم يجد مكاناً يجلس فيه. يقول لجريدتنا خلال وجوده في مركز الفحص: «تعرضت عندما كنت بعمر تسع سنوات لشلل نصفي، بقيت على أثره ثلاث سنوات مقعداً في الفراش لم أر نور الشمس، وهذا منعني من متابعة تحصيلي العلمي، وأعفيت من خدمة العلم، وأحتاج شهرياً لحوالي عشرين ألف ليرة ثمن أدوية، حصلت على بطاقة إعاقة سابقاً انتهت صلاحيتها وأعمل على تجديدها اليوم، وأنتظر من الساعة السابعة ونحن الآن في تمام الواحدة والنصف، فمتى سأنهي عملية الفحص ومتى سأتمكن من العودة إلى قريتي في ريف مدينة "الدريكيش"، وهنا سأضطر إلى دفع أجور مواصلات مضاعفة كنت أسعى لتوفيرها ثمن الأدوية اليومية».

رئيس اللجنة الدكتور "فايز موسى" أكد في حديث له مع "جريدتنا"، أن ضغط المراجعين كبير ونحاول قدر المستطاع تلبية الجميع وفق دور ينظم ليحمي حقوقهم وفق الأنظمة والقوانين، فلا ننقص حق أحد من المراجعين، حيث نجلس حوالي ثمان ساعات تقريباً وبشكل متواصل. هدفنا خدمة المراجعين وقد ننظر في الحالات الإنسانية التي لا تحتمل الانتظار، ورغم هذا لا يعجب أحد عملنا، وفيما يخص التقرير الطبي من مشفى "الباسل" فهو للتأكيد على الحالة فقط وليس للتعقيد.

يذكر أنه يجب على كل طالب بطاقة إعاقة العرض على لجنة فحص طبية، لتحديد نوعية الإعاقة ونسبتها، ومن ثم التواصل مع الشؤون الاجتماعية والعمل لإتمام عملية إصدار البطاقة، وكل هذه الإجراءات في أماكن متفرقة وبعيدة عن بعضها، فلماذا لا تكون في مكان واحد أو أمكنة قريبة من بعضها البعض لتسهيل الأمر على هؤلاء المعاقين.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: