ما بين الجنوب والشمال السوري.. التصعيد عنوان المرحلة !
محمد نادر العمري
بالتزامن مع تزايد الأنباء عن عودة نشاط غرفة عمليات "موك" الأميركية في "الأردن" لإدارة الميليشيات المسلحة في جنوب البلاد، حيث نقل موقع "العربي الجديد" الإلكتروني القطري الداعم للتنظيمات المسلحة و"المعارضات" عن المتزعم في ميليشيا "الجيش الحر"، العميد الفار "فاتح حسون"، أن "الولايات المتحدة حالياً تعمل على دعم الجيش الحر في مخيم الركبان لتقطع الطريق على إيران، وكل هذه المصالح تكتيكية تتبدّل بتغيّر أولوياتها في سوريا والمنطقة، واليوم أولوياتها هي تقليل النفوذ الإيراني وإنهاؤه في الجنوب".
من جهته، كشف المتزعم السابق في ميليشيا "الحر" جنوب البلاد، المدعو "أبو أنس الحريري"، وفق الموقع القطري، أنه يتم الآن العمل على تدريب ميليشيات "جيش المغاوير" و"قوات أحمد العبدو" و"أسود الشرقية" في ما يسمى منطقة الـ55 داخل الأراضي السورية، انطلاقاً من قاعدة التنف اللاشرعية التي أقامتها وتديرها قوات الاحتلال الأمريكية.
ورأى "الحريري"، أن هؤلاء المسلحين الذين يتم تدريبهم ستوكل إليهم مهمة "خدمة المصالح الأمريكية"، مشيراً إلى أن متزعمي أغلب هذه الميليشيات موجودون في الأردن حالياً ويتلقون الدعم والتعليمات من هناك.
ووفق "الحريري"، سيتم تدريب المزيد من المسلحين حتى يصل العدد إلى ما يقارب 65 ألف مسلح لنشرهم على الحدود مع العراق بهدف "قطع خط الإمداد الإيراني"، وحماية قاعدة التنف الأمريكية اللاشرعية، فضلاً عن بناء قوة عسكرية للمواجهة المستقبلية مع إيران إذا لزم الأمر، وبشكل عام بناء قوة تتبع لغرفة العمليات الأميركية "موك" والتي مقرها الأردن.
واعتبر "الحريري"، أن هذه الميليشيات ستكون نسخة عربية من ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية – قسد"، لكن (لن تكون لها قيادة مركزية حقيقية، أو مشروع سياسي مستقل، ولا تملك القرار بعيداً عن الأوامر من قاعدة التنف، كما لن تكون لها ديمومة، لأن عملها مؤقت وسيتم استخدامها لتحقيق أهداف محددة، تنتهي بانتهائها، وتموت سريرياً مع انقطاع الدعم).
في الجبهة المقابلة وبخاصة الشمالية الشرقية وبينما يواصل النظام التركي تصعيده مع الولايات المتحدة مشترطاً تدمير تحصينات الميليشيات الكردية وسحب أسلحتها، واصلت الولايات المتحدة الأمريكية محاولة استيعاب النظام التركي، بعد تسلمه لمنظومة الدفاع الجوية الروسية "إس400"، من خلال الإبقاء على وليمة "المنطقة الآمنة" المزعومة على طاولة المفاوضات بينهما, فمابين التصعيد التركي الذي انتقل من مرحلة الحشد للمناوشات ومحاولة الاحتواء الأمريكي الذي يستخدم سياسة العصا والجزرة مع تركيا, تطفو على السطح ثلاث احتمالات:
الأول: أن التصعيد التركي باجتياح تل رفعت وتل أبيض تأتي في إطار التجاذب الأمريكي التركي وبخاصة بعد استلام الأخيرة بضع دفعات من منظومة "أس400"، ورغبة أنقرة في التنصل من عقوبات واشنطن الاقتصادية.
الاحتمال الثاني: يدور حول التوجه التركي لتحسين شروط التفاوض للوصول إلى "السلام الدائم" الذي تسعى واشنطن الوصول إليه بين قسد وتركيا بحلول شهر أيلول القادم وفق هندسة المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا جيمس جيفري.
أما الاحتمال الثالث يتمثل بجدية السلوك العدواني التركي للقيام بعمل عسكري، وهذا الاحتمال يستند لترجيحات التالية:
•محاولة تركيا شرعنة احتلاله لمناطق شمال سوريا، وتمثل ذلك ببدأ "الائتلاف" المعارض وعبر أداته المسماة "المجلس الوطني الكردي"، عقد لقاءات واجتماعات مع عدد من الناشطين السوريين الأكراد المقيمين في تركيا.
وحاول رئيس "الائتلاف" أنس العبدة، الظهور بمظهر الحريص على وحدة الشعب السوري، من خلال الحديث عن "ضرورة تمتين العلاقة بين المكونات السورية"، معتبراً أن العلاقة بين "الائتلاف" و"الوطني الكردي" هي "علاقة شراكة في وطن موحد"»، بحسب مواقع إلكترونية معارضة.
ولجذب الناشطين الأكراد، أكد العبدة أن الاتفاق بين الائتلاف والمجلس الوطني الكردي يعتبر تقدماً حقيقياً في نظرة قوى المعارضة لباقي أطياف المجتمع السوري.
•مسارعة المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا جيمس جيفري لزيارة أنقرة بعد يومين من الاتصال الذي أجراه وزير الخارجية التركي مع نظيره الأمريكي ومستشار الأمن القومي لواشنطن، فهذه الزيارة المستعجلة والتي لم تكن على جدول أعمال جيفري وإن حملت عنوان استكمال التنسيق في لجنة العمل المشتركة، هي تعبير عن استشعار أمريكي بمدى جدية السلوك التركي والذي ترافق مع تحركات وتحشيدات عسكرية على أكثر من نقطة لاجتياح الشمال السوري بشكل لا يتوافق مع المصالح الأمريكية، ولاسيما أن مثل هذا السلوك العدواني وفق الرؤية الأمريكية من شأنه تعميق الخلاف الأمريكي التركي وانعكاس ذلك بتصدع الناتو، ويضعف حلفاء واشنطن الأكراد، ويزيد من الدور الروسي سواء في التأثير على تركيا أو على القوى الكردية.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: