Monday May 20, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

ليس للكردي إلا الريح

ليس للكردي إلا الريح

محمود عبد اللطيف

"ليس للكردي إلا الريح"، قصيدة لـ "محمود درويش"، اقف عند عنوانها فقط، فهي حقيقية جدا وفقا لعدة أمور بعيدة عما قصده الشاعر الفلسطيني التي كتب ما كتبه بعد لقاءه وصداقته بالمطرب الكردي "شڤان بريور"، الذي أقام في ألمانيا لعقود من الزمن.

سياسياً، يصر قادة التيارات والتكتلات الكردية أن يكونوا ريشة في مهب ريح الحراك والتوافقات الدولية، فبدائية العمل السياسي القائمة على الانتفاع من نتاج الخطوات قصيرة المدى، يفقد هذه التيارات القدرة على بناء تصور واضح عما سيجري في الخطوات الأبعد، وعليه يكون من الطبيعي أن يُلعب بهذه التكتلات السياسية أو العسكرية على أنه ورقة قد تكون قوية في مرحلة ما وتضعف في مرحلة متقدمة من اللعبة.

في الشق المجتمعي، تعمل هذه التكتلات السياسية على خلق شرخ بين المكون الكردي شعبياً، وبقية المكونات من أبناء أيّ منطقة يتواجد فيها الكرد، وهذا ينعكس في الصراعات السياسية لاحقاً بتحول الكردي إلى مكون متهم بما تؤمن به التيارات والقوى المسلحة التي تضع نفسها قسراً كممثل عن هذا المكون، وبالتالي يصبح الكرد ريشة في مهب ريح الرفض المجتمعي.. وهذه يصعب ويطول هبوبها.

من يقبل أن يكون بوزن ريشة في مهب الريح، سيكون في نهاية المطاف مرمياً على قارعة ما تفعله الريح من تبدل وتحول في البنية السياسية والمجتمعية في المنطقة، وأعتقد أن هذه المرحلة هي الفرصة الأخيرة ليثور الكرد على قادتهم الذين يصرون على دخول عاصفة مرعبة بدون ثقل، ومصرين على أن يبقوا الكرد مجرد ورقة بيد لاعب ما.

المكون الكردي في سوريا تحديداً، بات أمام تحد كبير للبقاء على خارطة المجتمع وعلى خارطة السياسة، فالتهديد التركي الحالي، سينسف الكرد إنسانياً، ونحن أمام احتمال كارثة حقيقية إن لم يتحرك الشارع الكردي ضد من يتاجر به لتحقيق مكتسبات مادية وسياسية أضيق من المصلحة المجتمعية والوطنية، يجتاج هذا الشارع لسماع صوت العقلاء لا صوت مجانين "جبل قنديل"، وعلى مكونات المنطقة الشرقية قاطبة الثورة ضد وجود "قسد"، في المنطقة ليقرروا مصيراً وطنياً لجزء هام من سوريا.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: