لستُ مواطناً في كوكب المؤامرة!
حبيب شحادة
في كل أزمة خدمية تتعلق بمعيشة المواطن، تُرمى أسبابها على المؤامرة من قبل الفريق الحكومي، وليس على تقصيره، وربما فشله في إدارة الأزمات المعيشية للمواطن الذي اعتاد هذا النوع من التبريرات، وربما كانت لتنسى الكلمة لولا تصريحات حمودة الصباغ، رئيس ما يُسمى مجلس الشعب، الّذي صَرح بتاريخ 20/1/2019 بأنّ "قضية الكهرباء والغاز والمازوت والوقود هي مؤامرة تُدار من الخارج"، فتخيل عزيزي المواطن عبقرية رئيس المجلس الذي صمتَ دهراً ونطقَ كفراً.
لكن من زاوية أخرى هل يَجرؤ رئيس مجلس الشعب ومعه 250 نائب (نائب عن نفسه وليس عن الشعب)، على قول غير ما قاله؟ ومن هم أعضاء مجلس الصباغ ليكونوا في صف الشعب الذي لم ينتخبهم أصلاً ولا يعرف حتى أسماءهم.
عزيزي المواطن هؤلاء الأعضاء غير الفاعلين هم فقط لأداء دور وظيفي محصور بالتصفيق ورفع الأيادي والنوم في أغلب الأحيان لا أكثر من ذلك، فلماذا تُعوّل عليهم؟
فما يحدث في سوريا اليوم يُشكل سابقة في العالم، فلا علاقة للمسؤولين بجميع ما يحدث وإنما دائماً يفاجئهم على أنه من مصدر خارجي أو مؤامرة، كما فاجأ فصل الشتاء وزير الكهرباء الذي داهمه بغتة على غير عادته. وهذا ربما يُدخل الفريق الحكومي موسوعة غينيس من بابها الواسع.
ألا تشعر بالغباء عزيز المواطن! لماذا لم تقتنع حتى الآن؟! حيث أنّ كل حكومتك لا تُحب لعِب دور الفاعل، وإنما دور المفعول به، دوماً يحبون أن يُلعب بهم لا أن يلعبوا، حتى مسؤولي اتحاد كرة القدم ملعوب بهم أكثر من كونهم لاعبين رئيسين، وهذا ما جعل الكرة دوماً تتدحرج في غير ملاعبنا أو لصالحنا.
تخيل أيها المواطن المضحوك عليه! كيف اخترع حمودة الصباغ "مُشتقات التواصل الاجتماعي"، ربما كان يقصد مُشتقات النفط، لكن خانه لسانه لتصبح سيرته على كل لسان.
علاوة على ذلك ألا يكفيك عزيزي المواطن اعتذار رئيس الحكومة بجلالة قدره لك، هل سمعت عن رئيس حكومة يعتذر للشعب؟! لا ولن تسمع في حياتك كلها. فسبّح عزيزي المواطن بهذه النعمة التي ربما تنسيك كل احتياجاتك: مازوت، غاز، كهرباء، خبز، وربما تُزيد لك راتبك الذي صَرعت رئيس الحكومة بالمطالبة بزيادته لك، فيا لكَ من مواطن طمّاع لا تشبع، ألا يكفيك راتبك الذي تبلغ قيمته حوالي 60 دولار؟ ألا تكفيك كل مُحاولات وتعب حكومتك وسهرها على توفير كل مستلزماتك. وردها جزءاً من كرامتك المهدورة بين طوابير الغاز وأرقام البطاقات الغبية لتامين المازوت.
عزيزي المواطن أنت لستَ غبياً، ولستَ طماعاً، كما أنك لستَ مواطناً ما لم تقم بواجباتك. أما عن حقوقك.. فـ"يفتح الله".
واعذرني لنِعتك بصفة المواطن.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: