لماذا يطير بومبيو إلى الرياض وأبو ظبي فجأةً..؟
كتب عبد الباري عطوان في مقالة بعنوان "لماذا يطير بومبيو إلى الرياض وأبو ظبي فجأةً..؟" حول التطورات الأخيرة في المنطقة التي تترافق مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى السعودية والإمارات.
في البداية يطرح عطوان عدة تساؤلات حول الغاية من زيارة بومبيو، وحول التهديدات الأمريكية لإيران، بالقول "هل الهدف توزيع الأدوار استعداداً للحرب أم للحُصول على عشَرات المِليارات لتغطية تكاليفها؟ وكيف رفض الأمريكيّون أكاذيب ترامب حول الضّربة العسكريّة؟ ولماذا لا يُصدّق كثيرون الهُجوم "السايبري" على حواسيب الصّواريخ الإيرانيّة؟.
يقول الكاتب: "إذا كانت جولة بومبيو المُفاجئة هذه لم تشمل تل أبيب، الضّلع الثّالث في الحِلف الأمريكيّ في المِنطقة ضِد إيران ومحور المُقاومة الذي تتزعّمه، فإنّ هذا يعود إلى وجود جون بولتون، مُستشار الأمن القومي الأمريكي فيها، استعدادًا لمُؤتمر ثُلاثي مع نظيرَيه الروسي والإسرائيلي، ووصل بولتون قبل يومين من الاجتماع المَذكور (سيُعقد الثلاثاء) ربّما للتّنسيق مع القِيادة الإسرائيليّة.
لا نعرِف ما هي الرّسالة، أو بالأحرى التّعليمات التي يحمِلها بومببو لحُلفائه الإماراتيين والسّعوديين أثناء هذه الزّيارة الخاطِفة، فهل تأتي لتوزيع الأدوار، وفي إطار الاستِعدادات للحرب، أم لطلب حزمة جديدة من المِليارات لتمويل تكاليف الحَشودات والعمليّات العسكريّة الأمريكيّة، أو لتهيئة المسؤولين في البَلدين لاحتمال عودة الجانبين الأمريكيّ والإيرانيّ إلى مائدة المُفاوضات في ظِل هجمة الوسطاء السريّين والعَلنيين هذه الأيّام على طِهران، وآخِرهم البريطاني أندرو موريسون، وزير الدولة المُكلّف بشُؤون الشرق الأوسط، الذي وصل إلى طِهران أمس، وبعد يومين من مُغادرة مُستشار الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون".
يرى عطوان أن "الرئيس ترامب فشِل فشلًا ذريعًا في إدارة الأزَمَة مع إيران، ويتعرّض حاليًّا لانتِقادات شرسة من أجهزة الإعلام والمُشرُعين الأمريكيين، ووتتهمهُ أنّه بات "دميةً” في يد كُل من إسرائيل والسعوديّة، ويجُر بلاده إلى حربٍ نيابةً عنهما ومن أجل مصالحهما".
ويضيف "الرئيس ترامب واصل مُسلسل أكاذيبه وآخِرها أنّه أمر بهُجوم سايبري أو إلكتروني على بعض حواسيب قواعد صواريخ إيرانيّة، ونجح في تعطيلها، في مُحاولةٍ لتغطية فشله في الرّد على إسقاط الطائرة الأمريكيّة المُسيّرة"
ويشير عطوان إلى تصريحات بولتون في المُؤتمر الصحافي الذي عقده مع بنيامين نِتنياهو، الذي تحدث فيه عن عقوبات جديدة وأكثر شراسة على إيران، مما يزيد من احتمالية الحرب وإغلاق فرص الحوار لنزع فتيل التّصعيد، ويتابع عطوان "القِيادة العسكرية الإيرانيّة جاهزة للرّد بقُوّةٍ على أيّ انتهاك لأجوائها، والتّصدّي لأيّ هُجوم على أراضيها، ويقول "إيران تملك الإمكانيّات اللّازمة في هذا الصّدد ومهما كانَ الثّمن، ولكنّها لن تقبل في الوقت نفسه أن يموت 80 مِليونًا من أبنائها جُوعًا بسبب الحِصار".
يختتم عطوان مقالته بالتأكيد على أنّ "هذا الصّيف سيكون ساخنًا جدًّا، وأنُ تشديد إدارة الرئيس ترامب للعُقوبات على إيران ومنعها من تصدير نِفطها حتى تركع وتعود إلى المُفاوضات سيكون بمثابة إعلان حرب، اتّهمنا البعض بأنّنا نُبالغ في قراءتنا للمَشهد في مِنطقة الخليج العربي، ونقرع طُبول الحرب.
أمريكا وقعت في مِصيدةٍ أعَدّ لها الإسرائيليّون والسعوديّون بإحكامٍ في مِنطقة الشرق الأوسط، وبات من الصّعب عليها الخُروج منها، لأنّها ستخرُج منها بأكبر الخسائر، إذا كانت النّتائج سِلمًا أو حربًا.
الحرب لن تظل محصورةً داخِل الحُدود الإيرانيّة، وستصل ألسِنة لهبها إلى مُعظم دول المِنطقة، وخاصّةً حُلفاء أمريكا، والذين يقرعون طُبول حربها، واسألوا “حزب الله” وحركتيّ “حماس و”الجهاد الإسلامي” والقوّات العراقيّة الرسميّة وغير الرسميّة.. وتابِعوا كيف ستكون ردودها وبُوصَلات صواريخها.. والأيّام بيننا".
المصدر: صحف "رأي اليوم"
بواسطة :
شارك المقال: