للزهور معرض تموت فيه من حدة الشمس
حبيب شحادة
اعتادت دمشق مع أيام الصيف ولياليه الطويلة على إقامة الفعاليات والمهرجانات والمعارض في كل عام. معرض الزهور أحد أهم هذه المعارض الذي اعتاد عليه سكان دمشق في كل عام كتقليد سنوي، والذي أقيم للمرة الأولى عام /1973/ في حديقة الجاحظ بدمشق، واستمر فيها لمدة عشر سنوات، انتقل بعدها إلى الحديقة الخلفية لفندق الشيراتون، ليستقر به الحال منذ عام 1989 في حديقة تشرين.
وأهم ما يقوم عليه معرض الزهور، مشاركة مجموعة من المشاتل في عرض النباتات وأهم الزهور التي تقوم على الاعتناء بها في مشاتلها للتعريف بها من جهة، وللتسويق لبيعها من جهة أخرى، حيث يحتوي المعرض على العديد من الأنواع المحلية والمستوردة ويُنظم من قبل محافظة دمشق ووزارة السياحة.
وقبل نهاية المعرض كان لجريدتنا حضور في أغلب أجنحته المنتشرة على جانبي حديقة تشرين، في منظر جميل ممتلئ بشتى أنواع الزهور والنباتات، ولدى السؤال عن نوعية الخدمات المقدمة من قبل المحافظة ووزارة السياحة، قال أحد أصحاب الأجنحة المشاركة بالمعرض لجريدتنا، بإنّ المحافظة وعدتهم بتقديم الخيم والشوادر لتغطية الزهور من أشعة الشمس، لكنها لم تفي بوعدها بالشكل المطلوب، الأمر الذي أدى الى ذبول الزهور، وبالتالي موتها، ويُضيف، " قمت بإنشاء هذه الشوادر لتغطية محتويات جناحي من أشعة الشمس"، وعلى حسابي الشخصي".
صاحب جناح أخر صرح لجريدتنا، بأنّ المحافظة أخذت عن كل جناح مُشارك ما يقارب ال 75 ألف ليرة سورية، مضيفاً " أنّ كل ما تم تقديمه لنا لا يتعدى سوى الكهرباء والماء". كما أنّه غاب مُنظمي المعرض الرسمين عن معظم أيامه منذ اللحظة الأولى لافتتاحه وفقاً لما قاله لنا صاحب إحدى الأجنحة.
يبدو أنّ العقلية الحكومية ما زالت مُؤطرة في سياق إقامة الفعاليات فقط، وقص الشريط الافتتاحي، والحديث عن الإقبال الكثيف، والمشاركة الواسعة في هذه الفعاليات، دون الانتباه لأهمية التنظيم الاحترافي والتنسيق الذي يُفرمل حدوث أخطاء إضافة لانعدام وجود ما يسمى التقييم لمرحلة ما بعد المعرض مثلاً، والاستفادة منها لتلافي الأخطاء في معارض قادمة.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: